مِن قصص الأنبياء تعلمنا أنّه ” لا كرامةَ لنبيٍّ في وطنِه ” ولهذا وجد سيد الأولين والآخرين صلوات ربي وسلامه عليه العداوة والخصومة مِنْ أقرب الناس إليه، وفي المقابل قُوبِل بالحفاوة والترّحاب مِنْ أهل يثربَ وعلى هذا النهج يكون واقع الحال دوما.
واقعُ يُسقَط تمامًا بكل تفاصيله وأحداثه على بلادنا اليوم ، الدكتور ( عبدالله حمدوك) صاحب السيرة العطرة والتجارب الثرة والإنجازات المشهود لها إقليميًّا في بلاد عدة عجَز أنْ يقدم لوطنه ومواطنيه ما حَلُم وتمنى مِنْ عصارة جهده وعلمِه ومعرفته، لأسباب عدة لا يسع المجال لذكرها ، ولعّل مِنْ أهمها عدم توافر البيئة الملائمة والجو المناسب لإنزال تلك الأفكار والخبرات أرض الواقع ، فالكل مُنقسمٌ على نفسه لا يقبل الآخر ولا يَعتدُ إلأ بما يؤمن به ولو جانب الصواب ، إذًا لا نتاج ولا إنتاج.
لم يكن الدكتور حمدوك في حاجة لمنصب ومال وغيره والكل يعلم وضعه عالميًا وإقليميًا وما هي مكانته و دوره وسط المجتمعات التي استفادت مِن خبراته أيّما فائدة ، إذًا فقد جاء الرجل طواعيةً وراغبةً في نفع بلده بما اكتسب ولكن هيهات..!
أكتب مقالي المتواضع هذا ليس تبجيلا لشخص حمدوك ولكن حسرةً وتأسفًا عليه وعلى أمثاله مِن أبناء وطني الأجلاء أصحاب الخبرات في كآفة المجالات والذين تركوا وطن الجدود بلا عودة لسبب واحدٍ؟ إدراك غيرنا مَنْ نحن فكان أنْ وُفِرت لنا كل مقومات ووسائل النجاح .. والمحصلة الإشادة بل الريادة لأبناء بلدي في غير ( بلدي) ببلاد متطورة ناهيك عن نامية متخلفة… وهذا لعمر الله ما لا يتوافر في بلادنا منذ الاستقلال و إلى يومنا هذا، حقًا ( الصندل في بلدو عود).
كان الله في عونك ي بلد….دمتم
مزمل عجب
صحيفة اليوم التالي