من الأخطاء الشائعة منذ عشرة أسابيع، وعند التعرض لأوضاعنا السياسية الراهنة، الحديث عن “المكون العسكري”، وكأنما هناك مكون مدني في مشهد الحكم، بينما حقيقة الأمر هي أن السلطة العسكرية الانقلابية تسيطر على المشهد بالكامل ولا وجود لمدنيين فيه (ما لم يتم اعتبار فكي جبريل إبراهيم ممثلا للقوى المدنية، بحكم انه شخص فلتة لأنه وزير في حكومة افتراضية لا رأس لها، أما الظهور المتقطع للتوم هجو فغاية العسكر منه إثبات أنهم من أنصار البيئة، ويوفرون الحماية للكائنات النادرة المهددة بالانقراض)
+ التفاوض مع العسكر وارد ولكن ليس بالقطع للبحث في تقاسم السلطة بين العسكر والمدنيين، بل لإخراج البرهان وحميدتي وتوابعهم من القصر الجمهوري ومباني الحكم المدني وإعادتهم الى الثكنات ثم البت في أمر محاكمتهم
+ هناك أمر فاتت دلالته على كثيرين، فعندما تحدث البرهان بعد الانقلاب عن استضافته لحمدوك وزوجته في بيته، اتضح ان بيته ذاك هو بيت الضيافة الذي هو مقر رئيس الجمهورية، وهو نفس البيت الذي تم اعتقال عمر البشير منه، ووجدوا فيه تحت مخدته اكثر من 8 ملايين يورو، يعني البرهان وتأكيدا لحكاية ان حلم والده بأن يحكم البلد (لن يقع واطة)، اعتبر نفسه رئيس الجمهورية منذ ان تولى رئاسة مجلس السيادة، وانتقل من بيت القوات المسلحة الى بيت الرئاسة، علما بان رئيس المجلس وأعضاؤه متساوون في الحقوق والواجبات، وليس لرئيس المجلس أي ميزة على بقية الأعضاء سوى ترؤس الاجتماعات، فهم مجتمعين يمثلون رئاسة الدولة والقيادة العليا للجيش، وصار واضحا ان ذلك لا يرضي طموح البرهان فانقلب وشقلب الأمور في البلد
جعفر عباس