منى أبو زيد تكتب : اعطس حتى أراك..!

“المرأة فخ نصبته الطبيعة”.. فريدريش نيتشة..!

الرجل – بحسب تفكير الأنثى النمطية – هو الهدف الوحيد الذي “لا” يتحقق بمجرد الحصول عليه، فما أن تنتهي معاناة الوصول إلى مرحلة التأطير الشرعي للرباط العاطفي، حتى تبدأ الزوجة عذاب مشوار المُحافظة على أملاكها الزوجية ومُكتسباتها العاطفية..!

عندها تبدأ أعراض متلازمة النكد الزوجي بالظهور، تفكير دائم، سؤال دائم. وبعد أن حصلت على قلبه كيف “تتحكّر” وحدها في “نص” هذا القلب دون شريك. كيف تدافع عن حقها في الاستئثار بخُططه وبرامجه اليومية، كيف تسيطر على طموحاته، كيف تتحكّم بمواقفه من الآخرين. وهكذا دواليك إلى أن يواريه الثرى..!

يواريه “هو” لأن معظم الزوجات السودانيات يفترضن أن الأزواج يموتون أولاً. فتبادرك الستينية، والسبعينية منهن بعبارات على غرار “مادام زوجي حياً” فالترمل بحسبهن حالة نسائية خالصة، وليس قدراً يشمل وقوعه معشر الرجال..!

وهو منهج تفكير يفوت على الزوجة النمطية الكثير من فرص السعادة، فتحيا في قلق دائم، وهلع مستمر من أن “يطير” رجلها من بين يديها “وهذه لعمري تعاسة تستحق الرثاء” فالقلق من زوال النعمة – إذا افترضنا بأن كل زوج نعمة – ينغص على المرء استمتاعه بوجودها. ولكن من يسمع..؟!

الكثير من الدراسات النفسية التي تعتمد على تحليل شخصية الرجل “زوج المستقبل” بناءً على بعض المعطيات التي تبدو سطحية جداً، لكنها لا تجاري استخفافنا بهذا المنهج في التفكير، بل تتواطأ – يا للعجب! – مع ذلك “القلق” الأنثوي المقيم..!

دراسة نفسية جادة جداً تناولت أبحاثها – التي استمرت مدة خمس سنوات حسوماً – ثلاثة آلاف رجل من مختلف الفئات العمرية، والمستويات الاجتماعية، ثم قالت نتائجها إنّ التي تهتز بطن عريسها إذا ضحك عليها أن تتوقع زوجاً يحب الاختلاط بالآخرين، ويتقبّل حلو طباعها قبل مُرها. والعريس الذي يبتسم ويضحك بلا صوت هو رجل عاقل ومتزن. أما العريس الذي يقهقه ضاحكاً في بلاهة، فهو – على عكس المتوقع – أحسن زوج يعتمد عليه لحل المعضلات..!

دراسة أخرى أكثر طرافة تتواطأ أيضاً مع حكاية القلق التاريخي تلك، قالت إن العطسة – عطسة الله والرسول! – ليست مسألة عفوية، وإنما هي دلالة حسية على شخصية العريس. وعليه فشخصية زوج المستقبل الموضوعة قيد الاختبار لن تخرج بأي حال عن واحد من أربع حالات. صاحب العطسة “الحماسية” تقول الدراسة إنه ذو شخصية قيادية جذابة، تتمتّع بأفكار عظيمة..!

وصاحب العطسة “الرائعة” الذي يجتهد في خفض صوتها، هو شخص ودود ومُحب للعُشرة. أما صاحب العطسة “الحذرة” فهو رجل دقيق، عميق التفكير، لكنه على أية حال أفضل من صاحب العطسة “المُخيفة” الذي تقول أبحاث الجامعة إنه سريع الحكم على الأشياء، حاسم في اتخاذ القرار “بما في ذلك قرار الزواج من أخرى”.. وهكذا..!

المُشكلة ليست في نوع أو طبيعة ضحكة الرجل أو عطسته بل في تفكير المرأة النمطية التي لا تريد أن تشعر بالقلق وتبدأ بالنكد أولاً، بل أن تتزوج أولاً، ثم تتفرّغ بعد ذلك لمشوار النكد..!

صحيفة الصيحة

Exit mobile version