مع بداية كل عام ميلادي جديد تكون الأرض على موعد مع “الحضيض الشمسي”، وتحديدا في أوائل يناير، وذلك عندما تكون عند أقرب مستوى من الشمس.
وبعد انتصاف العام وتحديداً في أوائل شهر يوليو تصبح الأرض عند أبعد نقطة من الشمس، فيما يعرف باسم “الأوج”.
وفي هذا الإطار، يشرح عميد كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء مدير مركز الدراسات واستشارات علوم الفضاء بجامعة القاهرة، أسامة شلبية، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، كيف تتغير المسافة بين الأرض والشمس، وكيف يحدث الحضيض والأوج.
ويشير شلبية إلى أن الألماني يوهانس كيبلر (أول من وضع قوانين تصف حركة الكواكب)، عندما وضع قوانينه لحركة الكواكب وصف أنها حركة مدارية، وقال إن الكواكب تدور في مدارات “بيضاوية” وليست “دائرية” لها مركز ثابت ونصف قطر، وهو ما يسري على جميع الكواكب والمذنبات والكويكبات الأخرى الموجودة، والتي تدور في مدارات إهليلغية أو بيضاوية.
الحضيض الشمسي
ويتابع: “المرور في إطار إهليغي Elliptic ليس به مركز، وبالتالي فعند دوران الأرض تصبح الشمس موجودة في إحدى البؤرتين لهذا المدار الإهليغي.
وأردف:”وعندما تكون عند النقطة الأقرب إلى الأرض يسمى ذلك بالحضيض الشمسي أو ما يعرف باسم Perihelion، وتصبح الأرض على مسافة حوالى 147 مليون كيلومتر تقريبا (حوالى 91.4 مليون ميل) من الشمس، ويتم ذلك في يناير من كل عام”.
الأوج
أما عندما تكون في الجانب الأبعد إلى الشمس في تلك الحركة المدارية، فإن ذلك يسمى “الأوج” أو Aphelion، الذي يمثل وجود الأرض في أبعد نقطة لها من الشمس، في أوائل شهر يوليو.
وتكون الأرض على بعد 152 مليون كيلومتر من الشمس، أي بفارق حوالى 5 مليون كيلومتر عن المسافة التي تكون عليها الأرض من الشمس عند الحضيض الشمسي.
ويلفت شلبية إلى أن حدوث الحضيض يكون في يناير والأوج في يوليو، فإنه يشير إلى أن “هذه المواعيد تتغير بمرور الوقت، نظرا لأن محور دوران الأرض غير ثابت وبه ترنح، كما أن الجاذبية لها عوامل أخرى تسبب هذا التغير تبعاً لدورات ميلانكوفيتش، لكنه يحدث على مدى طويل يصل لعشرات الآلاف من السنين. ويوضح أن هذا التعامد وميل المحور يسبب تغير الفصول.
ويوضح شلبية، في الوقت نفسه أن الكواكب جميعها له نفس النظام من حيث قربها أو بعدها من الشمس (الأوج والحضيض).
السرعة
بينما تكون سرعة الكواكب أكبر عند الحضيض نظرا لأن الجاذبية تكون أعلى لوجودها على مسافة أصغر، وتبعا لقوانين نيوتن فكلما قلت المسافة كلما ازدادت قوة الجذب، وبالتالي تزيد سرعة حركة الكواكب، وإلا سقطت في مصيدة جاذبية الشمس.
والعكس صحيح، كلما كانت بعيدة (الأوج) كلما كانت الحركة أبطأ.
ويشير شلبية إلى أن الأوج والحضيض لا علاقة لهما بتغير المناخ بشكل مباشر، ذلك أن المسألة مرتبطة بمساحة السطوع على السطح وليست بالقرب أو البعد من الأرض بالنسبة للشمس.
وأشار إلى أن الحركة الاستباقية والعوامل المدارية الأخرى مثل ترنح الأرض أو ما يعرف بـ “حركة النحلة” هي من العوامل المتحكمة في التغير، وآلية التغيرات المناخية التي فسرها العالم ميلانكوفيتش.
ومصطلحا الأوج والحضيض، Perihelion و Aphelion كان الفلكي الألماني يوهانس كيبلر أول من صاغهما في إطار وصف الحركة المدارية للكواكب، وذلك بكلمات من الحاضرة اليونانية.
سكاي نيوز عربية