الزعيم خضر حمد القيادي المشهور بالاتحادي الديمقراطي، وأحد مؤسسي مؤتمر الخريجين بود مدني، يخرج من مقر عمله بعد نهاية الدوام ليفاجأ بشاب جزائري يعرفه باسمه، ويقول له أنا موفود من جبهة تحرير الجزائر او لكوني بتوصيل رسالة خاصة لكم، وهذه هي الرسالة ومد يده داخل معطفه وأعطى خضر حمد الرسالة. وقال له (هذه الرسالة من القائد احمد بن بيلا لكم.. نحن محاصرين في الجبال.. نفتقد الى التموين والسلاح.. أرجو سيدي أن تُحافظ على سرية الرسالة وأن لا تعلم السلطات المصرية والبريطانية بها).
أخذ الزعيم الراحل خضر حمد الرسالة وأخفاها في جيب معطفه وكان الوقت شتاءً في القاهرة، وكانت رسالة أحمد بن بيلا تقول:
(نحن محاصرين في الجبال.. نحن نجوع كل يوم ونفتقد الذخيرة.. نحن نعشم أن تنقذونا يا ثوار السودان، فمصر محاصرة.. وأغلق الإنجليز كل منافذها.. أنقذوا ثورة الجزائر).
جرت الدموع في وجه خضر حمد وهو يقرأ الرسالة مسحها على عجلٍ، ثم قرر توصيل الرسالة للزعيم الأزهري وبسرية تامة، وكان الطالب حسين عثمان منصور مسافراً الى السودان.. ذهب اليه خضر حمد وأخبره بشأن الرسالة وفحواها، وقال له حينما تصل الخرطوم أريدك أن تحمل هذه الرسالة على جناح السرعة للزعيم الأزهري، خبئها وأنت تعبر الحدود.
حمل الطالب حسين عثمان منصور، الرسالة وخبأها كما يحب ووصل الخرطوم، ثم ذهب وسلم رسالة بن بيلا للزعيم الأزهري والذي فتحها وقرأها وشكر حسين.
وبعدها التقى الزعيم الأزهري بعدد من الأشخاص وكانوا مجتمعين في بيت الناظر السير علي التوم ناظر الكبابيش بحي العرب، حيث حدثت وفاته في ذلك اليوم وخلفه ابنه حسن علي التوم، وكان ذلك الاجتماع فيه الزعيم الأزهري ومبارك زروق والناظر حسن علي التوم والأستاذ حسن نجيلة والذي اقترح على الأزهري وقتها قبيلة الكبابيش لتنفيذ هذه المهمة.
تم تجهيز السلاح والدقيق والزيت والسكر والشاي والذخائر لثوار الجزائر، وتبرع الناظر حسن علي التوم بمائة وخمسين جملاً، وقال كلها تذهب للجزائر ولا يعود منها سوى من أرسلناهم لهذه المهمة.
واُختير أمهر ادلة الصحراء حماد ود فضل كدليل لهذه القافلة، واُختير الزعيم القائد المخضرم الشريف حسين الهندي قائداً لهذه المهمة، وكان صبياً يافعاً وقتها.
وكتب الأزهري، خطاباً سريعاً للسيد خضر حمد قال له (القافلة تحرّكت فأخبر أهلها بأننا سنلاقيهم في الحدود الليبية).
وصلت القافلة لنقطة التلاقي بعد مسيرة شهر وأسبوعين، وكان في استقبالها شابان من جبهة تحرير الجزائر هما هواري بو مدين وبوتفليقة،
وعاد الزعيم الشريف حسين الهندي والدليل حماد ود فضل الى السودان.
إنها العظمة، وإنه السودان الذي كان، وإنها الزعامة والريادة.
هذا جزء من أفعال الزعيم الأزهري الذي يود بعض اليُفّع تغيير اسم شارع في الخرطوم من اسمه.
وكذلك هؤلاء هم قادة السودان الزعيم خضر حمد والزعيم الشريف حسين الهندي وشيخ العرب الناظر المرحوم حسن علي التوم ناظر قبيلة الكبابيش اس الشيم والكرم.
يا هؤلاء، أين كنا وكيف كنا والى اين صرنا الآن، وكيف كان السودان وإلى أين صار الآن؟!
رحم الله السودان، ورحم الله القادة الأفذاذ العظام الأزهري والشريف حسين الهندي وخضر حمد والناظر حسن علي التوم والأستاذ حسن نجيلة والقادة العظام من جيل الاستقلال.. اعتبروا يا هؤلاء الذين أعدتم للسودان الاستعمار عبر فولكر والبعثة الأممية!!!
وقديماً قِيل (النار تلد الرماد)..!
صحيفة الصيحة