كان (الشرامة) من ظرفاء أم درمان عندما يريدون أن يبالغوا في وصف جمال حسناء يستعملون مفردة (شديدة) داخل العبارة المدهشة المتداولة (البت دي شديده شدة الحرامي السرق التلفزيون والناس بتفرجوا هلال مريخ) ..!!
وللأسف في هذه الأيام عندما شاعت ثقافة الاستلاب وسقطت نجومية وشرف الكورة السودانية استبدلوا فرقتي القمة بـ “برشلونة وريال مدريد”، ومن المعاني الأخرى للـ (شدة) أنها تستعمل في حق الشخص المشهور بالحذق، والتمهر، وخفة اليد.
وقد عجبت جداً للحملة المنظمة في الداخل والخارج تلك التي وصلت تخوم المنظمات الأجنبية تلك التي تتهم شوارع الخرطوم بممارسة الاغتصاب تماهياً للحملة الكونية في تقبيح وإشانة سمعة هذا الوطن الوسيم، وللأسف استعملت أصوات وصور وكتابات بعض الناشطين والناشطات من الذين باعوا ضمائرهم في سوق العمالة، ونخاسة الشيطان الأبيض بدراهم معدودات.
لقد أصابتني الحيرة والاستغراب وأنا استدعي عبارة ظرفاء أم درمان عن (شدة) هذا المغتصب الذي استطاع أن يمارس فعلته الآثمة والآلاف يحيطون بالقصر من الجماهير والعسكر والبمبان يملأ خياشيم الزمان والمكان، وبالرغم من ضحالة تكوين المشهد العبثي العدائي إلا أنهُ ملأ الأسافير وصدقه الكَذبةَ الذين صنعوه وسوقوه لصالح المؤسسات المعادية التي كانت تنتظره كالعادة على أحر من الجمر لتملأ به القنوات والإذاعات، ومواقع الميديا، ومنظمات احتقار الإنسان لا حقوقه، ولكن دائماً ما تظل الحقيقة الباهرة تلسعُ ظهر المشهد البائس بلسان الصدق وصوت الحقيقة وسوطها، فقد خرجت علينا الناشطة اليسارية “نهلة” وقالت بلسان سوداني ثائر مبين بأنها اتصلت بالرفيق “ناظم سراج” هذا الذي تعود أن يتولى كبر مثل هذا الإفتراء، وهذه الخزعبلات وسألته عن هواتف المعتدى عليهن فأجابها.
فاتصلت بهن وكانت تعرف بنشاطهن كناشطات في العمل المعارض فجاء النفي القاطع من الناشطتين بعبارةٍ واضحة وجارحة لأكباد المرجفين، بأنهن لم يتعرضن لأي اغتصاب أو تحرش وإن ما نالهن من الأذى ما نال المئات الذين تحلقوا حول القصر من رصاص مطاطي وغازٍ مسيل للدموع، وأضافت في منتهى الجرأة والشجاعة : (إنني أعلم أن حديثي هذا سيغضب الكثيرين، ولكنني لا أبالي لأنني قصدت به وجه الحقيقة لا دعماً للإنقلابيين ولا تنكراً لما آمنتُ به من شعارات)..
وإن كانت هنالك كلمة أخيرة يمكن أن تقال فهي أن الناشطة نهلة (شديدة شدة المحامي) الذي سرق الأنظار وهو يدمغ بالإدانة الموثقة حرامية المنظمات وهم يستلمون الدولارات من بوابات السفارات.
حسين خوجلي