خط الخرطوم القاهرة الجوي.. هل يؤثر تشغيل شركات النيل، العربية والعالمية للطيران على سودانير، بدر، تاركو وصن اير ؟

من المتوقع أن يشهد شهر يناير القادم تسيير أولى رحلات شركة العربية للطيران مصر بين القاهرة والخرطوم، وعلى ذات الخط تدشن شركة مصرية أخرى وهي النيل للطيران رحلاتها في الثالث عشر من يناير، واختارت المصرية العالمية للطيران الشهر الأول من ٢٠٢٢ لبداية تشغيلها بين حاضرتي شطري وادي النيل، وتشغيل ثلاثة شركات طيران مصرية رحلات بين الخرطوم والقاهرة، أمر تباينت حوله الآراء،ومثلما يوجد من يؤكد أنها تعد إضافة حقيقية، أبدى آخرون مخاوفهم من أن يؤثر تشغيلها سلباً علي شركات الطيران السودانية.

أرقام تقديرية
يعد خط الجوي الخرطوم القاهرة من أكثر الخطوط التي تشهد معدل تشغيل عال بحكم العلاقات الإقتصادية والإجتماعية والمصالح المشتركة بين البلدين الجارين، وتسير أربعة شركات رحلات منتظمة بواقع ١٤ رحلة أسبوعية للخطوط الجوية المصرية و١٩ رحلة أسبوعياً لثلاثة شركات سودانية وهي سودانير، بدر وتاركو فيما حصلت شركة صن اير على تصاديق التشغيل على ذات الخط ويتوقع أن تسير سبعة رحلات في الأسبوع لترتفع إثر ذلك حصة الشركات السودانية إلى ٢٦ رحلة في الأسبوع ، فيما يتوقع أن تسير شركات النيل، العربية مصر والعالمية عشرة رحلات في الأسبوع ليصل مجموع رحلات شركات الطيران المصرية الأربعة إلى ٢٤ رحلة أسبوعياً، ليكون مجموع رحلات الشركات الثمانية السودانية والمصرية أربعون رحلة أسبوعياً.

حركة وتأثير
وهنا يبرز السؤال، هل يحتمل خط الخرطوم والقاهرة تسيير أربعين رحلة أسبوعياً، يجيب قيادي في شركة طيران سودانية بالإيجاب ويؤكد أن معدل التشغيل في هذا الخط يعد عاليا، غير أنه يبدي تخوفه من دخول ثلاثة شركات طيران مصرية جديدة، ويؤكد في حديث لطيران بلدنا بعد أن _ طلب حجب إسمه _ أن شركات الطيران السودانية ستتأثر وتتكبد خسائر فادحة، وفسر أفادته هذه بالإشارة إلى أن تكلفة تشغيل شركات الطيران السودانية تعد عالية من واقع أسعار وقود الطائرات المرتفع بالإضافة إلى الرسوم والضرائب الحكومية، مبيناً أن الشركات المصرية تعمل في مناخ اقتصادي مستقر وتحظى بدعم وتسهيلات من الحكومة المصرية، وقال إن شركات الطيران السودانية تواجه الكثير من التحديات التي من شأنها أن تستفيد منها المصرية في خط الخرطوم، القاهرة،ويطالب بضرورة إهتمام الحكومة السودانية بالشركات الوطنية حتى يمكنها الصمود والمنافسة.

فك احتكار
بالمقابل يعتقد رئيس مجلس إدارة شركة صن اير للطيران، المدير العام الكابتن سيف الدين مرزوق أن دخول شركات جديدة لتسير رحلات بين الخرطوم والقاهرة من شأنه أن ينهي احتكار شركات طيران سودانية لهذا الخط، مشيراً في حديث _ لطيران بلدنا _ إلى أن الخطوط الأخرى محتكرة من قبل النواقل الاجنبية من حيث السعة المقعدية ونقل البضائع، لافتاً إلى وجود بعض الشركات الوطنية التي قال إنها تركز وتجند كافة علاقاتها فقط من أجل وضع المتاريس أمام رصيفاتها من الشركات الوطنية واستغلال ذلك برفع أسعار التذاكر بدلاً عن تقديم تخفيضات داعمه للمواطن السوداني، معتبراً أن منهجها هذا يسهم في تدمير الإقتصاد الوطني من أجل الاستماته في الاستمرارية بتشغيل طائرات تفوق إيجاراتها الشهرية ملايين الدولارات، متوقعاً دخول بعض
شركات الطيران الإقليمية عبر إتفاقية الكوميسا في سوق السفر الداخلي بالسودان.
المسافر والنقل
وفي ذات الإطار فإن المدير العام لمجموعة بازان للسفر والسياحة، وكيل شركة النيل المصرية للطيران “مجتبي أحمد محمد الأمين الفكي” ، لايعتقد بوجود ضرر سيقع على شركات الطيران الوطنية، ويلفت في _ حديث لطيران بلدنا_ إلى أن التنافس بين الشركات السودانية والمصرية من شأنه تطوير الخدمة المقدمة علاوة على محاربة الاستغلال، وقال إن هذا يصب في مصلحة المسافر الذي ستتوفر أمامه خيارات كثيرة، موضحاً أن دخول الشركات المصرية الثلاثة سيكون له انعكاس إيجابي على إرتفاع ميزان التبادل التجاري بين البلدين.

أكثر من هدف
يشير قيادي بسلطة الطيران المدني بالسودان إلى أن دخول الشركات المصرية الثلاثة لسوق النقل السوداني بالإضافة إلى تشغيل الخطوط الكينية لرحلاتها بين الخرطوم ونيروبي عبر جوبا يحقق رؤية توسيع شبكة الطيران للوصول للربط بين المحطات المختلفة في ظل وجود منافسة تنعكس لصالح المسافر السوداني.

ويلفت إلى أن كل هذه الجهود حتماً ستؤدي الي انفتاح سوق الطيران بالبلاد والذي سيفتح فرصاً كبيرة لاستيعاب عمالة جديدة، وزيادة دخل المطارات التي تمني ان يتم تطويرها بأعجل ما يمكن بما يواكب تدفق هذه الحركة الجوية المتوقعة وان يكون مطار الخرطوم أكبر مطار تجميعي (Hub) بالقارة السمراء و التي يعتبر السودان هو قلبها.

ونوه إلى أن تطوير المطارات سيساعد الشركات الوطنية في تجميع المسافرين به للانطلاق الي وجهات وعواصم جديدة حول العالم ويشجع عليّ توسيع شبكاتها، ويعتقد أن تحديث مطار الخرطوم بات من الأولويات التي يجب ان تضع الدولة أهمية قصوي لها .
السماوات المفتوحة

من ناحيته فإن الخبير في شئون الطيران ” مرتضي حسن جمعة” يشير إلى أن الخط الجوى الرابط بين السودان ومصر يعد من أكثر خطوط الطيران التي تشهد معدل تشغيل مرتفع.
وقال في حديث لطيران بلدنا ان التصديق لشركات الطيران المصرية الثلاثة جاء استناداً للاتفاقية الثنائية بين البلدين في مجال النقل الجوي ( bilateral agreement ) واتفاقية المحاصصة ( quota agreement ) والتي بموجبها يتم تحديد عدد الرحلات والسعة المقعدية و تعيين النواقل المعينة ( designated carriers ) من سلطة الطيران المدني لكل دولة استنادا إلي مرجعية المنظمة الدولية للطيران المدني العالمية المعروفة اختصارا بالايكاو.
وأضاف الخبير مرتضي: وضع إتفاق إلايكاو المقترح المتعدد الأطراف لتحرير الدخول إلى السواق بحيث لا يقتصر على تبادل حقوق النقل في نطاق الحريتين الجويتين الثالثة والرابعة، بل يشمل أيضاً على النقل بالعبور، كذلك الحرية الجوية الخامسة. وهذا يتماشى مع خطط الايكاو الطويلة المدى الموجهة نحو تحرير الخدمات الجوية، فنجد أن النواقل المعينة من طرف السودان هي الخطوط الجوية السودانية وشركة صن اير وبدر وتاركو ومن الجانب المصري نجد فقط الخطوط الجوية المصرية فاستنادا علي مبدا المعاملة بالمثل تقدمت الثلاثة شركات بطلبات للتشغيل.
وأردف :وهنالك بطبيعة الحال إيجابيات أكبر من السلبيات،
الإيجابيات تتمثل في زيادة حركة الركاب والبضائع والصادرات بين السودان ومصر مثل اللحوم والخضر والفاكهة والأدوية والاسبيرات ومدخلات الإنتاج مما يساهم في زيادة دخل الطيران المدني من رسوم الهبوط ورسوم الملاحة والخدمات، كذلك تستفيد شركات المناولة الأرضية بتقديم خدمة لعدد أكبر للرحلات مما يساعد على زيادة دخلها وفتح فرص للشباب للعمل وفتح وظائف إضافية، كذلك دخول الشركات الثلاثة وصن اير لاحقاً يسهم في خفض أسعار التذاكر وخدمات الشحن الجوي مما يقلل كلفة أسعار السلع المستوردة.

ويوضح الخبير مرتضى حسن جمعة أن من السلبيات تأثر الشركات الوطنية السودانية التي كانت تستاثر بنصيب الأسد من حصة سوق السفر، حيث كانت تسير خمسة رحلات يوميا بينما المصرية رحلة الي رحلتين يوميا، وستقل حصة الركاب المسافرين على الشركات السودانية وستنال الشركات المصرية نصيبا من الحصة التي كانت تستفيد منها الشركات السودانية، واجمالا الإقتصاد الكلي سيستفيد إيجابياً ولكن لابد من مراعاة أن تتم المصادقة بعد التأكد من الملكية الجوهرية حتي لاتستفيد شركات غير مصرية من خلال الاتفاقية الثنائية.

تحقيق :طيران بلدنا

Exit mobile version