نؤيد الشباب في مظاهراتهم ونؤيدهم أكثر في مساعيهم الثورية ضد قتلة زملائهم الثوار ونبارك لهم حرصهم لتحقيق طموحات الواطن بان يكون في نهاية الفترة الانتقالية دولة ديمقراطية ينعم فيها المواطن بالأمن والاستقرار وبيئة مجتمية متصالحة تتسع للجميع غير ان ما هو مرفوض جهارا نهارا سعي ثلة من الناس لشيطنة قوات الشعب المسلحة ونبذها والمطالبة بإقصائها في الفترة الانتقالية من سدة الحكم .
من المؤكد هي دعوة باطلة مرفوضة جاءت في الزمن الخطأ حيث السودان يدار الآن من قبل سلطة انتقالية تواجه قمة في الصعوبة والتعقيد وهي ليست معنية باتخاذ القرارات المصيرية في شأن الوطن والمواطن بيد أن الدعوة التي تطالب بإبعاد القوات المسلحة من الحكم كان يمكن أن تكون مقبولة ومقنعة ومرحبا بها إذا كان السودان يدار من قبل سلطة منتخبة من الشعب عبر انتخابات نزيهة أيا كانت توجهاتها الفكرية والحزبية .
لا يختلف أثنان على أن قوات الشعب المسلحة تدخلت في السلطة المؤقتة انطلاقا من كونها الجهة المسؤولة وطنيا وأمنيا وقانونيا على حراسة البلاد من الانزلاق نحو الفوضى الخلاقة وغير الخلاقة وأيضا من التهديدات والأطماع الداخلية والخارجية ولدينا المثال على ذلك وهو ما يجري حاليا في الفشقة السودانية من قبل أثيوبيا علاوة على النزاعات العنيفة التي اندلعت في العديد من الولايات وخلفت العديد من القتلى والجرحى وشردت أسرا خارج الحواكير .
والأسوأ من كل ذلك المهددات التي تعمل على تجزئة السودان إلى فتات وهي مسألة محتملة الحدوث عاجلا أو آجلا لطالما أن فئة من أبناء الوطن لا تقول خيرا في قواتها المسلحة وتعمل على عزلها عن سلطة الفترة الانتقالية وتطالب بإرسالها الى حيث يكون ( الدواس ) و المعارك القبيلية ويجهل المناهضون للقوات المسلحة أو يتجاهلون إنجازاتها البطولية سطرتها منذ استقلال السودان في ساحات الوغى والى يومنا هذا ولعبت دورا مشهودا في الحفاظ على الوطن أرضا وشعبا .
وكحال غيرنا نسأل لماذا كل هذا الحرص على ابعاد القوات المسلحة من المعترك السياسي في المرحلة الانتقالية ..؟
والإجابة على ذلك السؤال كما نراها هي واضحة كالشمس في رابعة النهار ومفادها أن جهات غير ديمقراطية ترى في شيطنة القوات المسلحة وطردها من حكم الفترة الانتقالية فرصة ذهبية تمكنها من تأخير موعد الانتخابات أو تعطيلها إلى ما لا نهاية لأنها تدرك لا أمل لديها في تحقيق مكاسب لضعف وجودها في الساحة السياسية السودانية .
المتفائلون جدا يرون في ابعاد العسكر عن سدة السلطة في المرحلة الانتقالية يمثل اغراء للدول الغربية وأمريكا خاصة لتغدق على السودان الخير الوفير لكن من الناس ما يرد على ذلك بأن تلك هي فرية لا تسمن ولا تغني من الجوع فالفترة الانتقالية التي لم يتبق منها غير القليل من الوقت واجه الشعب السوداني فيها الكثير من الضنك وشظف العيش والمتاعب الصحية وجد نفسه واقفا اليوم كله في صفوف طويلة باحثا عن الخدمات ومع ذلك لم يكن المواطن المنهك محل اهتمام تلك الدول التي أشبعته تصريحات وتمنيات وأحيانا تهديدات .
نحن نجد لزاما علينا التذكير بأن الديمقراطية السودانية تتناقص نتيجة الممارسات السلبية التي أخطرها هو التقليل من شأن القوات المسلحة والصراعات القبلية وفي الغالب ما يحدث وبخاصة تهميش دور القوات المسلحة هي دعوة تقف وراءها بعض الجهات الأجنبية وأيضا الداخلية التي تكون لها منافع ذاتية أو انتقامية من الثورة المجيدة والمطلوب لمواجهة تلك الممارسات الشيء الكثير من العمل الوطني وتعزيز التعايش السلمي بين مكونات المجتمع وفي مقدمة ذلك الحفاظ على قوات الشعب المسلحة وعدم الأضرار بالممتلكات العامة .
وقبل الختام نوضح بأن الوجه المشرق لثورة الشباب تتلخص في ان تسكت الأصوات التي تؤجج التعايش القبلي وتمنع المصالحة الوطنية التي تجعل السودان آمنا مطمئنا قبل بلوغه الديمقراطية .
صحيفة الانتباهة