سوداني يروي موقفا مُحرجا لأمريكان لقنهم فيه درساً قاسياً

كتب الكاتب و القاص: أحمد بطران

موقف حدث لى مع الخواجات الأمريكان فى العاصمة السعودية الرياض لن أنساه ولن ينسوه ابدا … لقد افحمتهم حتى اصفرت وجوههم ذلك اليوم .
كنت اعمل وقتها فى معرض لبيع العباءات السعودية وذلك كان فى بواكير شبابى وغربتى ولاننى الموظف الوحيد الذى يلم بتفاصيل اللغة العربية ومن معى كلهم هنود ( فى معلوم … مافى معلوم ) اقتضى الحال أن اتصدر انا المشهد عندما دخل علينا ثلاث خواجات أمريكان ومعهم مترجم سعودى … وللامانة سلموا علينا بعربى مكسر ثم تحدثوا للمترجم أن أسأله إذا كان يتحدث الانجليزية فاجبت بالنفى حين عرفنى بجنسيتهم.

وذلك لسببين السبب الأول كنت وما زلت أكره هؤلاء القوم الذين أعتقد جازما هم سبب كل البلاوى التى نعيشها اليوم فى الوطن وحتى أفريقيا وعربيا واسلاميا والسبب الثانى انجليزيتى ليست على ما يرام والإنجليزية الأمريكية تختلف فى المخاطبة عن البريطانية التى درسناها فى المدارس.

المهم المترجم اجابهم بالنفى ….. والجماعة أخذوا راحتهم للآخر … فعرضت عليهم عدة ألوان هم طبعا يأخذونها كذكرى وكتراث للشعوب الذين عملوا معهم …. كلما لبسوا عباءة علقوا عليها إلى أن لبس أحدهم عباءة سوداء فنظر إلى صورته فى المرأة ونظر الي بطرف عينه وقال لهم :It’s same color وضحكوا جميعا مطمئنين أن هذا السودانى ما جايب خبر لأنه لا يعرف لغتهم ( والمعنى لون العباءة ولونى انا واحد، اسود ) .

طبعا أخوكم معروف بالصبر وضبط النفس وعدم التسرع فكتمت غيظى حتى تاتينى الفرصة … فاعطيتهم ألوان أخرى حتى جاء دور اللون الأبيض …
وأول ما لبسه ذات الشخص قلت له : it’s same color قلتها لهم بتهكم وبتشفى فصقعوا جميعا وبدوا فى عبونى صغارا برغم كل شيء يفتخرون به … الإنسانية سقطت .. الحضارة سقطت .. المساواة .. وكل الشعارات المضللة التى يخدعوننا بها …. وبدت العنصرية البغيضة والعرقية تفوح من روائحهم الكريهة. فاقبلوا يلومون المترجم ويوبخونه .. لماذا قلت لنا لا يعرف الانجليزية؟ فسألنى الرجل فقلت له انا لا اجيد المخاطبة بالإنجليزية ولكننى أفهم ما يقال فلم أشأ أن اتخبط فى بحور لغة لا أجيد السباحة فيها .. ….
دفعوا لى المبلغ المطلوب فقمت برد جزء لكل واحد منهم … فقالوا لى لماذا رددت علينا هذا …
قلت لهم : لكي لا تقولوا : لم يخصم لنا شيئا لأننا عيرناه بلونه … نحن سفراء هنا لبلادنا وعندما تعودوا لبلادكم تعرفوا قيمنا وعاداتنا التى تربينا عليها.
وستنقلون هذه الصورة عنا لبلادكم وكيف قابلناكم وكيف تعاملنا معكم وديننا يحضنا على التسامح والمحبة والمساواة .
هكذا كان رد اعتبارى واعتزازى بنفسى وسودانيتى … لقد افحمتهم جميعا وما كان منهم غير الاعتذار …..
I am soory
I am soory
I am soory thanks .. thanks. .thanks
قال لى المترجم قبل أن ينصرفوا لقد قالوا لى لقد ندموا وتمنوا لو أنهم لم يخرجوا اليوم للتسوق ولقد احرجوا كثيرا.
المهم اديناهم الدرس الذى يستحقونه. تحياتى.

الخرطوم: (كوش نيوز)

Exit mobile version