خبراء يحذرون من تطبيق روشتة البنك الدولي ورفع الدعم عن الدقيق والكهرباء

قالت مصادر مسؤولة فى مطاحن الدقيق إن ديون المطاحن على الحكومة لا تزال عالقة، حيث تقدر بملايين الدولارات.
وتنفذ الحكومة إصلاحات اقتصادية صعبة مدعومة من البنك الدولي، تضمنت تحرير الوقود، وإلغاء الدولار الجمركي، وزيادة أسعار الكهرباء، ويتوقع أن تستكمل بتحرير كامل للدقيق والكهرباء.

وقالت المصادر لـ”سودان تربيون” إن الحكومة خططت لرفع الدعم عن الدقيق منذ أبريل الماضي، على أن يكون ذلك في 25 ديسمبر، وأن رئيس الوزراء وافق على ذلك.
وأوضحت المصادر أن رفع الدعم عن الدقيق لا علاقة له بالتطورات السياسية الأخيرة، وإجراءات قائد الجيش في أكتوبر الماضي، وأنه تم إرجاؤه؛ بسبب رفع الدعم عن الوقود.

ونوهت إلى أن الخيارات أمام الحكومة محدودة جداً، خاصة مع توقف الدعم الدولي؛ الأمر الذي يضطرها لرفع الدعم عن الدقيق.
بينما تقول الحكومة إنها ستعتمد على الموارد الذاتية في إعداد موازنة العام 2022م.
في الأثناء أكد تجمع المخابز بولاية الخرطوم أن نحو (90%) من المخابز العاملة بالدقيق المدعوم توقفت عن العمل، في أعقاب نقص الحصص التي تدفع بها المطاحن، وأن النسبة العاملة حالياً ستتوقف بعد انتهاء الحصة التي تم توزيعها نهاية الأسبوع الماضي، منوهاً إلى أن المخابز لا خيار لديها غير العمل بالدقيق التجاري فقط.

وقال الخبير الاقتصادي، معاوية سعد، إن الاستمرار في تطبيق روشتة البنك الدولي سيزيد المعاناة على كاهل المواطن، وسيرتفع منحنى الغلاء، وإصرار رئيس الوزراء على المضي في هذه السياسات سيعصف باستقرار البلاد حتى على المستوى السياسي.
بدوره قال الخبير الاقتصادي، الدكتور محمد سر الختم، إن روشتة البنك الدولي إملاءات وسياسات لا تبتعد عن التدخل في القرارات الاقتصادية واستغلال الدول، وتأتي في سياق التدخل في السيادة الوطنية، من تحرير للأسعار والسلع والخدمات المدعومة، وهو سبب جعل دولاً عديدة تبتعد عن الاستعانة بالصندوق من بين الخيارات التمويلية التي تبحث عنها للحد من آثار أزمة كورونا، كما أشارت إلى ذلك تركيا التي رفضت التوجه للصندوق .
وأردف أن آثار تطبيق إجراءات الصندوق على الدول تظهر مباشرة عبر تهاوي العملة، وهبوط الوضع الاقتصادي والموازنة العامة، وارتفاع في المديونية، والعجز والتضخم، والفقر والبطالة، مشيراً إلى أن اعتماد الاقتصاد على إيرادات الموارد الطبيعية الذاتية، أفضل من خيار الصندوق الذي أفقر دولاً عديدة وجعل اقتصادها ينهار.

صحيفة السوداني

Exit mobile version