عجبت لمن كانوا يشاركون العسكر فى وضع خطط لقفل الكبارى ويباركون قمع المتظاهرين ويلوذون بالصمت حفاظاً على كراسيهم، ثم يأتى اليوم وبعد ان دار الزمان دورته وتم خلعهم من كراسى السلطة، يعودون ليشاركوا الشعب ذات المواكب التى عارضتهم حينما كانوا فى السلطة، ليتفاجأوا بما لم يضعوه فى حسبانهم، وهذا زمانك يا مهازل فامرحي .
ابراهيم الشيخ وخالد سلك وولاء البوشي لم يقتنعوا بأن الشعب واعٍ، وان الثورة التى أتت بهم ستمارس عليهم الاقصاء وستمحو آثارهم من المشهد، ليصبحوا ذكرى كئيبة تملأ القلب بالضغائن كلما مروا بالبال .
اكتفت بت البوشى بالتقاط صور تذكارية لها امام التروس، لتسطر اسمها فى دفتر الحضور الثورى، ولم تحاول اختطاف المشهد والتصدر للحظات كما فعل رفيقاها سلك والشيخ، ثم ما انفكت ان غادرت دون اثارة بلبلة وبهدوء يليق بلطفها الانثوي.
اما رفيقاها ابراهيم الشيخ وخالد سلك فاحدهما تلقى لسعات ساخنة من الثوار نهاراً والآخر تلقى ذات اللسعات ولكن في المساء، وتم التوثيق لطردهما واهانتهما من قبل الثوار فى منظر يجسد ويؤكد ان ثوار الامس لم يخرجوا للتعبير عن سخطهم على حكم العسكر فحسب، بل خرجوا من اجل اعلان سخطهم على العسكر اولاً وعلى حمدوك ثانياً، وعلى الاتفاق المبرم بين حمدوك والعسكر ثالثاً، وعلى قوى الحرية والتغيير رابعاً، وعلى (اربعة طويلة) خامساً، وعلى كل من تقلد منصباً إبان الحكومة الانتقالية سادساً، واخيراً عبر الشباب عن سخطهم على كل الاحزاب، واكدوا ان همهم الاول هو الوطن وحق المواطنة .
لذلك من العار ان يمارس قادة (قحت) و (اربعة طويلة) التمثيل على الشعب وارتداء ثوب الرهينة، والمصيبة ان اولئك القادة يأكلون مع كل ذئب ويبكون مع أى راعٍ ويسيرون وسط النعاج نهاراً ليثبتوا انهم ضحايا ويأكلون مع الذئاب ليلاً، ظناً منهم ان الشعب مازال مغيباً او فاقد الادراك حسب ظنهم، ولكنهم تجاهلوا ان الشعب واعٍ ولكنه تغابى متعمداً النظر الى فعالهم، ولكنه اكتفى بالتوثيق لهم ولكل ما فعلوه فى غياهب الليالى وانصاف النهار .
ومن الاولى لسلك وابراهيم الشيخ وقادة (قحت) و (اربعة طويلة) ان يبعدوا عن الشعب ويتركوه يناضل كيف يشاء، فالشعب يعرف ماذا يريد وكيف يحصل عليه، وحتما ستنتصر ارادته، ولكن يكون الشعب غبياً إن قام بتسليمها مرة اخرى للذئاب .
وكنا من اكثر المؤيدين لقرارات البرهان وكنا نرسم له خريطة طريق تمكن من الوصول الى انتخابات حرة نزيهة، ولكن للأسف تمخض جبل البرهان فولد فأراً صغيراً، وعاد حمدوك للمشهد ليكتفي ببوستات صغيرة على صفحته المح من خلالها الى أن كل ما اتخذه كان بتحريض من جهة لم يفصح عنها، واحسب انه يقصد (القحاتة)، واشار ضمناً الى انهم السبب فى الذهاب بالبلاد الى الهاوية .
وحمدوك ذاته بات من الأصلح له الآن قبل الغد أن يتنحى ويغادر البلاد .
صحيفة الانتباهة