محمد عبد الماجد تكتب: السياسة من (فوق التربيزة) إلى (تحت التربيزة)

(1)

 أعلن رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك أن تأخر تشكيل الحكومة الجديدة يرجع لانخراطهم في (حوار) مع القوى السياسية ونقل موقع (باج نيوز) عن صفحة رئيس الوزراء على حساباته الاجتماعية: (قال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك إنه لم يتم تشكيل الحكومة لانخراط كل القوى السياسية في حوار جاد وعميق بغية التوافق على ميثاق وطني وخلق جبهة عريضة لتحقيق الانتقال المدني الديموقراطي وتحصينه. وأوضح حمدوك في سلسلة من التغريدات على حسابه بتويتر الثلاثاء أن التوافق الوطني سيشكل إطاراً قومياً لتوحيد الصف وتأسيس آلية لتشكيل حكومة كفاءات وطنية بجانب إكمال هياكل السلطة الانتقالية ومراقبة عملها. و أضاف ”بغية تحقيق أولويات ما تبقى من الفترة الانتقالية ‏والمتمثلة في تنفيذ اتفاقية جوبا للسلام واستكمال عملية السلام، وتحقيق الاستقرار والانتعاش الاقتصادي، وتعزيز الوضع الأمني، وإكمال عملية الانتقال الديمقراطي عبر انتخابات حرة ونزيهة).

 مقولة (حوار جاد) الذي اعلن عنه رئيس الوزراء تذكرني بالحالة الإسعافية التي دخل فيها النظام البائد بما اسماه وقتها (الحوار الوطني) الذي استمر اكثر من ثلاث سنوات مع احزاب لا تملك اكثر من (الختم) كما اشرنا لذلك.

 احزاب كانت تستدين (حق المعارضة) من النظام الذي تعارضه.

 ذلك الحوار الوطني الذي كان يجري في قاعة الصداقة لم يقدم للسودان غير فواتير الوجبات السريعة والمشروبات التي كانت تقدم في ذلك الحوار. الى جانب ان الحوار قدم لنا (وجوهاً سياسية) تشبه التعريف الذي يقدم به (الممثل) في اول اعماله الدرامية عندما يكتبوا عنه في التتر (والوجه الجديد).

 في السودان يستعمل (الحوار) من اجل المسكنات – وهو امر يستغل من اجل تمديد الصلاحية وهو يشبه عندي الخدمة التي تقدمها شركات الاتصالات عندما تنتهي صلاحية (الارسال) عندك فتمنح لفترة محددة صلاحية (للاستقبال). مع رسائل تذكارية مستمرة تطالبك بتسديد (الفاتورة) وتغذية الرصيد حتى لا يتم قطع الخدمة.

 الحكومة الآن في مرحلة (الاستقبال) بعد ان فقدت صلاحية (الارسال).

(2)

 لا جدوى من الحوار ولا فائدة منه طالما ان السلطة في السودان تؤخذ غلابا – البندقية هي التي تمنحك المنصب السيادي في السلطة.

 لاحظوا لوجود قيادات الحركات المسلحة في مجلس السيادة ليس لشيء سوى انهم يمتلكون حركات مسلحة.

 حتى الذين قدمتهم مجموعة الميثاق الوطني في الحرية والتغيير كانوا الاقل مجهوداً والأضعف جهداً في ثورة ديسمبر المجيدة.

 مجموعة الميثاق الوطني في الحرية والتغيير قدمتها المحاصصات القبلية والتآمر والسياسة التي تمارس (تحت التربيزة).

 لقد نقلت مجموعة الميثاق الوطني السياسة من فوق التربيزة الى تحت التربيزة.

 هذه هي سياسة مني اركو مناوي ومبارك الفاضل وابوالقاسم برطم وجبريل ابراهيم والتوم هجو والناظر تِرك وعسكوري والجاكومي ومن جاءوا للسلطة عن طريق (صحبة الراكب).

 هؤلاء يتعاملون مع العسكر من (تحت التربيزة).

(3)

 افقد الثقة في الانتخابات عندما يكثر ترديد مصطلح (انتخابات حرة ونزيهة) – عادة عبارة (حرة ونزيهة) تستعمل للانتخابات التي تكون غير ذلك.

 الانتخابات (الحرة ونزيهة) لا تحتاج الى تعريفها بهذا التعريف – من الطبيعي ان تكون الانتخابات كذلك.

 في الولايات المتحدة الامريكية وفي بريطاينا لا نسمع عن انتخابات (حرة ونزيهة) .. نسمع عن ذلك في ليبيا واليمن والعراق ويوغندا.

 رئيس الوزراء عبدالله حمدوك اصبح يتحدث عن (انتخابات حرة ونزيهة) – حتى رئيس مجلس السيادة البرهان ونائبه حميدتي يتحدثان عن (انتخابات حرة ونزيهة) وكأنهما يزايدان بذلك.

 رئيس الوزراء في النسخة الثالثة من حمدوك ايضاً اصبح يتحدث عن (الحوار الجاد) وهذا استنزاف واستغلال للحوار.

 الحوار عندما يكون غير جاد وغير مثمر يقولون عنه الحوار (الجاد).

 في السودان التسميات والأوصاف تطلق لعكسها.

(4)

 بغم /

 نفى عضو مجلس السيادة الانتقالي، أبوالقاسم برطم استقالته من عضوية المجلس. و رد برطم على سؤال “باج نيوز” حول صحة الأنباء عن دفعه باستقالته من مجلس السيادة باقتضاب قائلاً “غير صحيح”. و كانت عدد من وسائل الإعلام نشرت خبراً عن استقالة برطم من عضوية مجلس السيادة.

 من قال ان برطم عضو مجلس سيادة؟

 هل صدق برطم ذلك – دعك من الاخرين.

 اعضاء مجلس سيادة (تمومة جرتق) او (تمومة مجلس).

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version