الشوارع التي اكتظت بالملايين في كل أنحاء السودان في مليونية ١٣ ديسمبر، ارسلت رسائل بليغة جدا لكافة أطراف الملعب السياسي، وهي رسائل لا تحتاج لترجمة ويجب ان تصل في بريد هؤلاء وأن يستجيبوا لها.
اول هذه الرسائل هي لعسكر المجلس العسكري الانقلابي وتقول ان الوصاية التي يريدون ان يفرضوها كعسكر على السياسة السودانية لن تنجح، وأن انقلابهم المشئوم على الوثيقة الدستورية التي قبلها الشعب على مضض سيدفعون فاتورته اجلا ام عاجلا وأن الدم لن يسقط بالتقادم.
ثاني الرسائل في بريد حمدوك وتقول، اجتهادك الحالي من أجل شرعنة الانقلاب وتجميل صورته القبيحة بمساحيق من على شاكلة قراراتك بأعفاء من عينهم البرهان وإعادة السفراء وغيرهم، هي الاعيب لا تنطلي على الثوار، فالحقيقة التي لا تستطيع اخفاءها هي أن ما حدث كان انقلابا عسكريا، والطريقة الوحيدة الصحيحة التي جربها الشعب السوداني عبر السنوات لمعالجة الانقلابات هي اسقاطها، وبالتالي اشتراكك في تجميل هذا الانقلاب يجعلك في زمرة الانقلابيين، بل تماهيك مع العسكر ضد قرارات الشارع يثبت ان اعتقالك كان مجرد مسرحية لإخراج الانقلاب بصورة مقبولة على طريقة (اذهب للقصر رئيسا وسأذهب للسجن حبيسا) .
ثالث الرسائل في بريد حركات دارفور، أرسلتها جماهير الفاشر ونيالا وغيرهما من مدن وقرى ومعسكرات دارفور التي خرجت بالالاف تهتف من أجل الحكم المدني ومن أجل إسقاط الانقلاب واسقاط الحركات نفسها معه نتيجة دعمها المخجل لعودة الوصاية العسكرية على السودان، جماهير دارفور عانت من الحكم العسكري وكل ما تعرضت له من مذابح وجرائم وفظائع كان بسبب الحكم العسكري ومليشياته فكيف يمكنها خيانة الدولة المدنية كما فعلت حركات دارفور؟؟ كيف يمكنها طعن الثورة التي تنادي بالسلام والعدالة ودعم انقلاب عسكري جديد كما فعلت الحركات؟!!
رابع الرسائل في بريد المجتمع الدولي تقول ان الشعب السوداني متمسك برفض الانقلاب ورفض الوصاية العسكرية ومتوجه نحو إقامة الدولة المدنية الحقيقية التي من أبرز ملامحها هي: وجود القوات المسلحة حارسة للنظام الدستوري وحامية له، لا وجود للمليشيات ولا الحركات المسلحة، ولا سيادة الا لحكم القانون. وعلى المجتمع الدولي ان يدعم موقف الشعب الذي يبحث عن الحرية لا موقف النخبة العسكرية والمدنية الانقلابية، فالشعوب ابقى ومنتصرة والانقلابيون ذاهبون.
صحيفة التحرير