بدأت المجازر واسعة النطاق في دارفور في 2003 ونجم عن ذلك قتل مئات الآلاف وتشريد الملايين، ونال كثيرون الألقاب والنياشين لمشاركتهم في تلك الجرائم، وتم التوقيع على عديد اتفاقيات السلام في الإقليم، ولكنها لم توقف نزيف الدم، وها هي ولايتا غرب وجنوب دارفور تشهدان طوال الأيام الماضية عمليات تقتيل منهجية، وفي تصريح ل”سودان تربيون”، قال آدم رحال المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين إن “الدعم السريع جزء من الصراعات الأخيرة بصورة مباشرة، ومتورط في أحداث جبل مون وكرينك ومنواشي، موضحا أن الأحداث ليست نزاعاً قبلياً وإنما صراع حول الموارد الطبيعية. ويوم أمس الأربعاء تعرضت منطقة جبل مون للهجوم مجددا مما أسفر عن ارتفاع عدد القتلى هناك إلى 33 قتيلا، وأضاف رحال، إنهم يعملون على طرد السكان عن الجبل ليأتوا بشركات تُنقب عن الموارد التي يزخر بها جبل مون.
وتعرضت منطقة دونكي شطة أيضا لهجوم كاسح من الجنجويد، بينما بلغ ضحايا الهجوم على منطقة كرينك 88 قتيلا و84 جريحا، ويؤكد شهود عيان ان بعض الحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا تشارك في العمليات القتالية الدائرة في مختلف انحاء دارفور، وبدورها، قالت هيئة محامي دارفور إنها أحصت 30 قتيلا في حفير روسي من بينهم 25 قتيلا من قوات التحالف السوداني التي يقودها والي غرب دارفور خميس الله، فضلا عن 3 نساء وقتيلين بالقرب من منطقة مستري أسرا في وقت سابق.
كل هذا وفرسان سلام جوبا “يقدلون” في الخرطوم على البساطات الحمراء، ولا يخطر ببال أحد منهم ان يذهب بجيشه الى حيث أهله لتوفير قدر من الأمان لهم الى حين ان تحدث معجزة ويتم تشكيل قوات مشتركة تتولى صون الأرواح في هذا الإقليم الذي شبع موتا ونزفا
جعفر عباس