الغالي شقيفات يكتب : شبه الانهيار!!

شهدت بعض ولايات البلاد المُختلفة أحداثاً دامية، راح ضحيتها نفرٌ عزيزٌ من أبناء الشعب السوداني، حيث قُتل العشرات في ولاية غرب دارفور ومثلها في ولايتي غرب وجنوب كردفان، وتصدّر زعماء القبائل والكيانات والروابط المشهد, وعادةً ما ينفجر القتال عقب كل حادث قتل أو سرقة ماشية، ولكن الأطراف دائماً مستعدة للاقتتال نتيجة لتراكمات قديمة وشحن في النفوس، وخير شاهدٍ, مشاركة قوات خميس أبكر رئيس التحالف السوداني ووالي غرب دارفور في الأحداث كما ورد في وسائل الإعلام من صور لسياراتهم وشارات لقاداتهم.

وأمس الأول، تعرّضت سيارة تقل “مواطنين عُزلاً” من الفاشر إلى منطقة كولقي لهجوم من نواحي معسكر “زمزم”، راح ضحيته أربعة أشخاص، بينهم اثنان من النساء, وخلّف الهجوم عدداً من الجرحى, ووالي شمال دارفور لم يُحرِّك ساكناً!!

وفي دار حمر الآمنة الوادعة بغرب كردفان والتي يتعايش أهلها لعُقُودٍ من الزمان، دَخَلَ شيطان النهب والحواكير إليها، فيجب على أهل دار حمر الحرص على التعايش السلمي وقبول الآخر, لأنّ دارفور لا تزال تدفع ثمناً غالياً بهذه المفاهيم المُتخلِّفة.

على الجميع أن يعلموا أن المواطنة هي الأساس وليست القبيلة, وتنامي ظاهرة التعصب القبلي سوف تُساهم في انهيار الدولة وما يحدث هو شبه الانهيار الآن!!

ودائماً تنهار الدول عندما تبدأ ملامح الإفراط الأمني في الأطراف، ويشعر المواطن بالخطر من حوله ويسعى بشتّى السُّبل للدفاع عن نفسه, هو ما يحدث الآن في دارفور, مجموعات مُسلّحة وحركات وقّعت على اتفاق سلام وأصبح قادتها حُكّاماً، قواتهم التي لم تدخل الترتيبات الأمنية تحت إمرتهم، كما أن العقيدة التي تم بها استقطابهم للقتال لم تتغيّر بعد, فهذه كل معوقات للتعايش السلمي بين المكونات الاجتماعية.

والدولة مُطالبة بحفظ الأمن وبسط هيبة الدولة وتشكيل حكومات قوية ومُحايدة في تعاملها مع المواطنين ومُعالجة الإشكاليات بين الرعاة والمزارعين علاجاً جذرياً وتعبيد الطرق وتوفير وسائل الاتّصال الحديثة وتوفير الأمن حتى لا تنهار الدولة وتتآكل من أطرافها!!

وإضافةً إلى التوترات الأمنية, أيضاً هنالك ارتفاعٌ حَادٌ في الأسعار نتيجةً للتدهُور الاقتصادي وللأزمات السياسية والحزبية في البلاد, والتي بدورها لا تشجِّع المُستثمرين بالمُخاطرة برؤوس أموالهم، وبالتالي يُمكن ربط الاحتكاكات القبليّة بالأزمة السياسية والأوضاع الاقتصادية.

صحيفة الصيحة

Exit mobile version