هاجر سليمان تكتب: كورونا ومتحور السيادي

تناقلت وسائل الأنباء أخباراً تهدد باتجاه المجلس السيادي للإغلاق الشامل للبلاد في حال تنامي الإصابات بفيروس كورونا، ولعل هذا التهديد يتماهى مع دعوات التصعيد الثوري وتصاعد وتيرة الاحتجاجات بالبلاد، ما اضطر السيادي للبحث عن سبب يخول له الحد من تلك الاحتجاجات والمسيرات المليونية والمواكب التي باتت تهدد أمن البلاد على حد تعبير بعض المتنفذين .
هذه المرة الأمور اختلفت ففي المرة السابقة في عام ٢٠٢٠م حينما أغلقت البلاد إبان الكورونا لم تكن أسعار الأسواق مثل هذه الأيام وحتى ذلك الوقت لم تكن البلاد تشهد ضيقاً كالذي يحدث الآن ، وفي ٢٠٢٠م إن كان المجلس السيادي يتجاهل أو يجهل متعمداً فأننا نؤكد بأن المجتمع لم يتسلم أي دعم من الحكومة ولم تصل الإعانات الى مستحقيها من الشعب ونؤكد بان تلك الدعومات التي تحدث عنها المجلس السيادي ومجلس الوزراء لم يرها الشعب ولم يتسلمها فقد ضاعت بين ايدي الذين ظنت الدولة انهم أمناء على مصلحة الشعب ولم يكونوا سوى أمناء على أنفسهم وأهليهم وأصدقائهم وهنالك سوابق لدقيق ظل مهملا الى ان انتهت صلاحيته دون ان يوزع لاصحاب الحاجة والاسر الفقيرة .
ان اراد المجلس السياديى قفل البلاد لاجل كورونا او لأجل متحور أصاب تفكير المسئولين فعليهم ان يفكروا اولا بمصلحة الشعب وكيفية توفير الاحتياجات الاساسية للمواطنين في كل القطاعات الخاصة والعامة وان يتم توزيع الإعانات لجميع الاسر لان ثلثي الشعب السوداني الآن اصبحوا فقراء وبحاجة الى دعم ومساندة الدولة ان كانت هنالك دولة تعي وتفهم معنى ان يكون هنالك شخص جائع يخرق الحظر ويخرق كافة الضوابط من أجل الحصول على ما يسد به رمق أطفاله، لذلك المجلس السيادي ليس بأحرص على الشعب من نفسه ولن يفلح في تحديد اولويات الشعب ما لم يستمع لهموم الشعب ، ومجلس كهذا منذ توليه السلطة لم يكلف أعضاؤه انفسهم عناء الوقوف على الأسواق واتخاذ إجراءات وتدابير تصب في مصلحة المواطن فمن باب أولى ان لا يتخذ اي قرار دون اخذ رأي الشعب بالإجماع .
ان المجلس السيادي كان بامكانه ان يتخذ إجراءات تحوطية بدلا من الاتجاه الى حجر الشعب وكبت حرياته اذ أنه كان بامكان المجلس ان يوقف دخول الأفارقة من دول جنوب افريقيا الى البلاد وان يصدر قرارات بوقف رحلات لدول بعينها وان يخضع القادمين الى البلاد للحجر الصحي وإجراءات كثيرة بدلا من التفكير بهذه الطريقة الساذجة التي لن تحل مشكلة الشعب ولن يلتزم بها .
اخشى ان أقول ان مايفعله حمدوك ورفاقه من العسكر هو الفشل بعينه الذي يجعلنا نؤمن تماما ان كل القرارات المتخذة فاشلة وستضع البلاد في مفترق طرق يصعب معه اختيار الطريق الصحيح .
ومن الآخر كدا مهما اتخذ المجلس السيادي وحمدوك من قرارات تحت ستار الأوضاع الصحية ومخاطر تفشي فيروس الكورونا فلن يكترث الشعب لها ولن تزيدهم تلك القرارات إلا عزيمة وإصرارا على الخروج وخلق الازدحام ومخالفة الضوابط والقوانين، فالممنوع مرغوب وحينما تضيق الحكومة على الشعب وتحد من سبل كسبهم وسعيهم لأكل عيشهم فلن يزيدهم ذلك إلا عنادا وإصرارا على الخروج والقاعدة الوحيدة التي يؤمن بها المواطن السوداني هي الأكل اولا ثم الأعمار بيد الله، فهل تستطيع حكومة البرهان وحمدوك إطعام أربعين مليون نسمة ولا الحكاية فشخرة ساكت.

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version