شهدت ولاية غرب دارفور, معارك وأحداث قتل متفرقة في مناطق جبل مون ومحلية كرينك ومعسكر مورني للنازحين واشتعلت الحريق مع التحريض في وسائل التواصل الاجتماعي, ويدعى كل طرف أنه ضحية للأحداث, حيث يقول بعض سكان جبل مون, إنهم تعرّضوا للهجوم وتم حرق منازلهم, ويتهم الرعاة بعض الإثنيات التي تقطن شمال الجنينة بنهب أكثر من ثلاثة مُراحات من الإبل وقتل وجرح العشرات منهم, وأيضاً يقول خبر لـ”صوت الأمة”، إن مجموعة من الحركات شنّت هجوماً على دامرة الحفيري روسي وخلفت عدداً من القتلى والجرحى وإتلاف الممتلكات.
وقال الوالي خميس أبكر في حوار للصحيفة ينشر اليوم بالداخل, إنّ الذي حدث بشمال الولاية وفي جبل مون، إن مجموعة قامت بنهب إبل, وإن منطقة صليعة التي زارها كانت بيد الحركات المسلحة, وأكد أنه منع الفزع وسوف يصدر قراراً بذلك, هذا حديث جيد, ولكن قبل ان يقرأ أهل الجنينة حوار الوالي الذي قال إنّ الأحداث لم تتكرر, جاءت أحداث كرينك ودامرة روسي حفيري ومقتل المواطن إبراهيم صاحب الطلمبة على بُعد أمتار من مقر إقامة خميس أبكر نفسه والذي ترتدي قواته الزي العسكري وكل مظاهر التسليح قبل تنفيذ بند الترتيبات الأمنية, وقد ينظر لقوات خميس بأنّها مجموعة غير مُحترفة ولا تُجيد التعامُل مع المواطنين أي غير مُدرّبة, وقد تكون عقيدتها القتالية منطلقة من مرارات إثنية, والآن الجنينة مُحتاجة لقوات مُحايدة ومتعارفة من الدولة وتجد الاحترام من المواطن.
الآن مطلوبٌ من الحكومة المركزية التدخُّل وحل أزمة غرب دارفور حلاً جذرياً وإغلاق الحدود المفتوحة مع دولة تشاد وحسم المتفلتين من الدولتين ومُحاربة الجريمة العابرة للحدود وتهريب السلع الاستراتيجية ودعم الشرطة ومكافحة التهريب بالطائرات وأجهزة الاتصال المُتطوِّرة وتوقيع اتفاقيات ملزمة لدول الجوار الأفريقي وإعادة النظر في الهيمنة الإثنية بولاية غرب دارفور وتجميع قوات الحركات وتقييد تحركاتها, إضافةً إلى تسليم البوابات والمداخل لقوات من خارج أبناء الولاية حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث بين كل فترة وأخرى, كما مطلوب تغيير الخارطة البرامجية لوسائل الإعلام في الولاية, فبدلاً من نقل أخبار الوالي رئيس التحالف السوداني, عليها استثمار الوقت في الحديث عن بناء النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي بين مكونات الولاية الاجتماعية المشحونة ضد بعضها البعض, وتذكِّرهم بأنّ مصيرهم مشترك مهما تقاتلوا, وإذا فشل تحالف خميس في تسويق اتفاق جوبا, يجب عليه أن لا يفشل في حفظ الأمن, وعليه أيضاً حسم المتفلتين من قواته حتى لا يفقد بطيشهم منصب الوالي الذي استحقه بالسلام, فدائماً أي انفلات في أي ولاية الضحية الأولى هو رئيس لجنة أمن الولاية من الفريق إبراهيم سليمان والي شمال دارفور إلى قادة الأجهزة الأمنية الذين تم إعفاؤهم الأسبوع الماضي.
صحيفة الصيحة