انقلبت حياتهم رأسا على عقب عندما شاءت الاقدار ان يكون نصيبهم من الحزن والألم كبيرين وهم يشاهدون فلذة كبدهم مستلقيا على فراش المرض بلا حراك لاحول له ولا قوة بعد ان أصبح مقعدًا بسبب طلقة اخترقت جسده النحيل أثناء مشاركته في أحد المواكب بامدرمان.
(كوكتيل) زارته في المستشفى فوجدته أكثر صبرا وصمودا رغم الالم ، لا يستطيع الحديث بسبب أنبوب التنفس الموصل في حنجرته بسبب الإصابة الخطيرة التي تعرض لها.كان يتحدث همسًا بين الفينة والأخرى الا أن عيناه كانتا تشعان بالأمل.. ظل أصدقاؤه من الثوار مرابطين معه في المستشفى ليل نهار للاطمئنان عليه وهم يفترشون الارض ويلتحفون السماء.
لمعرفة مزيد من التفاصيل عن إصابة الثائر البطل (أحمد) وحالته الصحية التقت(كوكتيل) من داخل مستشفى امدرمان بوالده الأستاذ كامل رضوان مصطفى ذلك الرجل المكلوم الصابر الذي تحدث معنا بإحساس الأبوة الصادق غاضبًا من الذين اغتالوا أحلام ابنه …
# بداية..حدثنا قليلا عن ابنك أحمد ؟
ابني أحمد ترتيبه الاول في أبنائي ولديه شقيقتان (شهد وريان) مازال طالبا.ظل مشاركًا في كل المواكب مع أصدقائه.
# في أي موكب أصيب وكيف تلقيت الخبر؟
بعد الحادث وردني اتصال بان ابني أحمد اصيب بطلق ناري في موكب ١٣/١١ بأمدرمان شارع الأربعين وأنه نقل إلى مستشفى البقعة بأمدرمان فذهبت فورًا فوجدته في وضع يرثى له . بعد الاطمئنان عليه استفسرت عددًا من أصدقائه ولجان المقاومة الذين كانوا معه في الموكب عن تفاصيل الحادثة فاكدوا لي بأنه نجا من ضربتين بعد ان تم تحذيره من الثوار الا أن الضربة الثالثة أصابته وكان ذلك في شارع الاربعين وأكد عدد منهم أنهم شاهدوا القناص الذي ضربه فقد كان متواجدا بالقرب من مستشفى التيجاني الماحي.
# أين كانت الإصابة في جسده وحجم الضرر الذي تعرض له؟
الإصابة كانت تحت الرأس وفوق السلسلة الفقرية تضررت منها الفقرة الخامسة والسادسة تسببت في تعطل الجسد كله ليصبح ابني مشلول تمامًا فاقدًا للحركة وهي تسمى ضربة قاتلة مقصودًا بها قتله.
# ما هو تشخيص الأطباء النهائي …إمكانية العلاج ؟
أخبرني الأطباء بأنه أصيب بشلل كامل ولا أمل في شفائه حتى خارج السودان لكن أملي في الله كبير جدًا لن استسلم ابدا بعد استقرار وضعه الصحي سأغادر به للخارج بحثًا عن علاج فلا أحد يستطيع ان يرى كبدة فلذه ممددًا بلا حراك بعد ان كان يشع حيوية ونشاطًا ويتركه لذا سأفعل المستحيل حتى يعود ابني يمشي على قدميه.
# ماهو وضعه الصحي الآن ؟
أجريت له عملية جراحية والآن لا يستطيع التنفس الا عبر أنبوب ومازال يمكث في العناية المركزة تحت رعاية الأطباء، أدعوا الله أن يشفيه شفاءً عاجلًا وعند الله تجتمع الخصوم.
# رسالتك للثوار؟
أقول لهم اخرجوا واصلوا في ثورتكم ولكن احذروا شديد من القتلة لأن القتل أصبح مقصودًا.. بالقنص والرصاص الحي.
حوار / محاسن أحمد عبدالله
صحيفة السوداني