الأحزاب اليسارية في صميم تكوينها هي احزاب غير ديمقراطية

الحزب الشيوعي السوداني نعى أحد الضباط الشيوعيين الذين شاركوا في انقلاب 1971. و جاء في النعي الذي نشر في جريدة الميدان الناطقة باسم الحزب و في صفحة الحزب الرسمية على الفيسبوك، أن المقدم جريس كان عضواً في الحزب الشيوعي و كان عضواً في تنظيم الضباط الأحرار داخل الجيش و أحد مهندسي انقلاب يوليو 1971، عمل بتفان في خدمة الحزب و الوطن، و أُبعد من الجيش بعد اكتشاف نشاطه السري في الحزب الشيوعي. الله يرحمه و يغفر له.
الحزب الشيوعي العجوز سبق الإسلاميين إلى العمل داخل الجيش، و بطبيعة الحال فإن العمل الحزبي داخل الجيش يعني التخطيط للاستيلاء على السلطة. البعثيون كذلك يمثل العمل العسكري وسيلتهم الأساسية للوصول إلى السلطة، و لهم تنظيم داخل الجيش.
فعندما نتكلم عن الانقلابات و نحاكمها فيجب محاكمة هذه الممارسة الحزبية العتيقة، و ذلك بدلاً من الكلام عن انقلاب الإنقاذ و كانه حدث استثنائي غريب عن السودان و تاريخ السودان.
هذه الأحزاب اليسارية في صميم تكوينها هي احزاب غير ديمقراطية، سواء وصلت إلى السلطة عبر انقلاب عسكري او عبر ثورة كما رأينا في ديسمبر. يجب توضيح هذه الحقيقة لفهم الصراع بين اليمين و اليسار بشكل دقيق. و في الحقيقة الإسلاميين، و من واقع التجربة هم أكثر انفتاحاً و ديمقراطية من هذه الأحزاب. الانقاذ انتهت إلى مشاركة واسعة للسلطة و نظام حكم لا مركزي أدخل إلى السلطة فئات اجتماعية كبيرة. القوى اليسارية حينما وصلت إلى السلطة بالخطأ في ثورة ديسمبر كانت إقصائية و منغلقة، و سلطة اقليات مغتربة و لم تفكر في الانفتاح على المجتمع و مشاركة السلطة. يكفي أن نتذكر تلك الاستقالات من آلية مبادرة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك- الطريق إلى الأمام و التي تقدم بها بعض النشطاء لوجود رموز من الإدارات الأهلية لكي نفهم عقلية الأقليات المغتربة. الإقصاء الذي يُمارس خلال ثورة سيكون مضاعفاً إذا جاءت هذه الأقليات عبر الدبابة.

حليم عباس

Exit mobile version