ونقولها الآن..
بعد أن كف أصحابها عن ترديدها… وأبدلوها بعبارة (يسقط حمدوك)..
نشكره على تحكيم عقله… في زمن غياب العقول..
رغم أن ما كنا نعيبه عليه ما زال قائماً؛ البرود… البطء… وسوء الاختيار..
ونرجوه أن يتخلّص من هذه العيوب بأعجل ما يمكن..
فليتفاعل مع الواقع… ويُسرع من إيقاع أدائه… ويمحص الذين يختارهم لحكومته..
فلا نريد أشباهاً للذين مضوا..
لا البوشي التي بددت زمنها (الرسمي) في المحاكم… وفريق النساء الفضائحي..
ولا مفرح الذي لا يعرف أبجديات مهامه..
ولا لقمان الذي حصر كل تطويره للتلفزيون في الشعور… والنحور… والسفور..
ولا فيصل الذي تنكّر حتى لزملاء المهنة… من بعد أهداف الثورة..
ولا الجوخ الذي يلحم القديم مع الجديد ثم يصرخ (شوف… شوف… شوف الالتحام)..
ولا مريم التي تقول لنظيرٍ لها (يا أستاذي)..
ولا والي الخرطوم – نمر – الذي تجسّد إنجازه فقط في قرارات الإعفاء والتعيين..
فبالله عليك يا حمدوك ساعدنا (شوية) لكي نساعدك..
ولا تأسى على الذين كانوا يحيطون بك… وغبشوا وعيك… وأضلوك السبيلا..
مع أن محيط مكتبك يمكن أن يحيط بقواعدهم جميعها..
فهم لا قواعد جماهيرية لهم أصلاً… ولذلك ما كانوا يذكرون الانتخابات أبداً..
لم يذكروها إلا بعد بيان البرهان..
ومن قبل ذلك ما كان من أولوياتهم انتخابات… ولا برلمان… ولا محكمة دستورية..
فهذه فرصة جاءتهم على طبقٍ من انتهازية ليحكموا..
ويكفي أن غالب الذين كانوا يتحكّمون في المشهد ينتمون لأحزاب خارجية اندثرت..
اندثرت حتى في بلادها التي ابتدعتها..
فلا ذكر للناصرية الآن بمصر… ولا للبعث في العراق… ولا للشيوعية داخل روسيا..
مع احترامنا – بالذات – لشيوعيي بلادنا..
فهم على الأقل لم يتحاصصوا… ولم يتهافتوا على كراسٍ… ولم يخونوا مبادئهم..
وكذلك لم تتلوّث أياديهم بما يُثير الريب..
ثم متى كان صدام ديمقراطياً في وطنه؟… أو ناصر في مصر… أو لينين في روسيا؟..
فبالله عليك يا حمدوك ساعدنا (شوية)… لكي نساعد..
ولا تجعلنا نندم على نغمة شكراً حمدوك… كما ندمنا – قبلاً – على اختيارك بدءاً..
ولا تتفاعل مع الواقع وحسب… وإنما حتى مع الصحف..
فهي مرآة الواقع هذا؛ فإن كان حسناً عكسته لك حسناً… وإلا فلتراجع نفسك..
وليست كل المرايا للعلم؛ فبعضها مخادع..
وهي مثل التي كانت تخدع البشير… وتعكس له واقعاً جميلاً خلاف الذي عليه..
أسمع كلام الذي يبكيك – يا حمدوك – وليس من يُضحكك..
ونحمد لنظيرك السابق – معتز – أنه كان يتفاعل مع ما يُكتب عنه في الصحافة..
حتى وإن كان الكاتب مشهوراً بعداوته لنظامه..
ثم وإياك ومستشاري السوء؛ كالذين كانوا حولك… ويحجبون ضوء الحقائق عنك..
ثم نصيحة أخرى لوجه الثورة..
أبعد عن معادلة الجندرة – المولع بها – عند اختيار الشخص المناسب لموقعٍ ما..
دع هذا الهاجس لمن يفوز من الأحزاب في الانتخابات..
فهذه فترة انتقالية مؤقتة؛ تحتاج لمن هو كفؤ بغض النظر عن كونه ذكراً أم أنثى..
يعني – وكمثال على ذلك – وزارة الخارجية..
فقد كنت مصراً على ألا يشغل المنصب هذا إلا امرأة؛ لماذا؟… لست أدري..
فأتيت بأسماء أولاً؛ فكانت (أعجب) من شغل هذه الوظيفة..
ثم أتيت من بعدها بمريم؛ فجعلتنا نحِنُّ إلى زمان سابقتها؛ ونندم على نقدنا لها..
فبالله عليك يا حمدوك ساعدنا (شوية) لكي نساعدك..
فنحن الآن نردد الذي اخترناه عنواناً لكلمتنا هذه بعد أن لم يعد يردده السابقون..
فلا تجعلنا نحن اللاحقين..
لأنك لن تجد من يقوله لك من بعدنا – وبعدهم – أبداً… أبداً… أبداً… إلى ما لا نهاية..
وهو الهتاف الآتي الذي أظنه يعجبك:
شكراً حمدوك!!.
صحيفة الصيحة