السُّودان دولةٌ كبيرة الحجم والمساحة والقيم والسلوك والأخلاق, بل كبيرةٌ في الحضارة والتاريخ وراسخةٌ, بل دولةٌ مفتاحيةٌ ومُؤثِّرةٌ في أفريقيا والعالم العربي.
والسُّودانيون عموماً شعبٌ يتمتّع بصفات نبيلة, أهمها الكرم والطيبة والشهامة والشجاعة والمرجلة وإغاثة الملهوف وعون الضعيف والمُحتاج, وهُم أهل مروءة وبينهم التسامُح, ولكن لديهم كثيرٌ من المسكوت عنه في السِّياسَة السُّودانيَّة.
قامت الأحزاب السياسية على الطائفية في أول العصر وبعد الاستقلال مباشرةً وسيطر على رعايتها السيدان وقليل من الأبوية لدى السيد الشريف الهندي. وكانت هذه الطائفية خلقت أبوية حزبية جعلت أغلب العاملين في مجال السيادة أقرب إلى الموظفين وغلب على النشاط السياسي سيطرة قادة الطوائف على المشهد تحالفاً أو انفراداً, حتى الزعيم الأزهري غلبه قادة الطوائف حتى اضطر للتحالف مع زعيم الختمية, ولذلك في بداية الاستقلال لم تقم الأحزاب على أساس الديمقراطية, وكانت الديمقراطية مُقيّدة بوصاية الراعي, ولذلك لم نخلق أحزاباً سياسية حرة تختار بحرية وتعمل وفق الأُسس الديمقراطية, ولذلك كان أغلب السَّاسَة أقرب إلى الأفندية.
صحيفة الصيحة