أحمد موسى قريعي يكتب : الإسلام السياسي.. يوميات البارود والدم (28)

حركة الإصلاح الصومالية

حركة الإصلاح الصومالية حركة إسلامية تأسّست في 11 يوليو سنة 1978م من أجل إصلاح المجتمع الصومالي دينياً وسياسياً واجتماعياً، بل كان لبعض قياداتها إسهامات واضحة ودور مهم في الجهاد في جيبوتي ضد الاحتلال الفرنسي قبل أن تنال جيبوتي استقلالها سنة 1977م.

تأسّست حركة الإصلاح كفرع لجماعة الإخوان المسلمين في مصر على يد مجموعة من الدعاة الإخوانيين على رأسهم الشيخ “عبد الغني أحمد آدم” الذي توفي في دولة الكويت في أغسطس سنة 2007م.

كعادة حركات الإسلام السياسي, سعت حركة الإصلاح الصومالية بصورة براغماتية خلطت فيها بين الدين والسياسة من أجل تحقيق مكاسب سياسية، على الرغم من أنها أقسمت بالله جهد إيمانها في بيان تأسيسها الأول أن تتجنّب رسمياً المشاركة في أيِّ أعمال ذات طبيعة مسلحة أو سياسية, بل تكرس جهدها من أجل الارتقاء بالمجتمع الصومالي دينياً ودنيوياً، وإنها تسعى بشتى السبل والوسائل من أجل إيجاد عالم تسوده قيم التسامح، والاحترام والسلام، والعدالة، والحرية.

كانت الحركة تعمل بصورة سرية من أجل إيصال رسالتها “المبطنة” المتمثلة في شعارات الإسلام السياسي القائمة على أسلمة الحياة، وجعل الشريعة الإسلامية في الصومال أساس جميع التشريعات، وتطبيقها في جميع جوانب الحياة المُختلفة القضائية والإدارية، والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهنا تكمن خطورة الإسلام السياسي, لأنّ الإقدام على مثل هذه الخطوات يعمل على مُصادرة حقوق الآخرين وبالتالي هضمها ويُدخل الدولة في أزمات مُتتالية ومُتلاحقة لا تنتهي إلا بالمواجهة المسلحة بين فئات الشعب.

ركّزت حركة الإصلاح الصومالية في جميع أنشطتها المُعلنة والسرية على المشاريع الخدمية خاصة التعليمية, إذ قامت بإنشاء جامعة “مقديشو” كأكبر صرح تعليمي في الصومال.

كان لعلماء حركة الإصلاح في الصومال دورٌ بارزٌ، وبصمات واضحة في مجال نشر الدعوة الإسلامية ودعوة الإخوان بشكل خاص في جيبوتي، فقد ساهم في هذا المجال كل من الشيخ “مصطفى حاجي هارون”، والشيخ “حسن داهيي أحمد”، والشيخ “عبد الله جيللي”، بل يُعتبر الشيخ “عبد الله نوح وعيس” أبرز جيل الآباء المؤسسين للصحوة الإسلامية والإخوانية في دولة جيبوتي.

صحيفة الصيحة

Exit mobile version