وقت طويل ونحن نكتب ونحلل ونتامل ونبحث عن حلول لازمة الحكم في السودان.
ونتطلع لوطن يسع الجميع حقيقة لاشعارات وحلاقيم.
والحرية لها (جمر) حارق حينما تكون لنا ولسوانا.
والثورالمروية بدماء الشهداء منذ توريت 1955 وحتي اخر قطرة دم سقطت من شهيد او جريح تبلورت في شعارات ثلاثة وفي شكل مثلث متساوي الاضلاع والزوايا.(حرية سلام وعدالة).
اذن لانستطيع ان نقرا صراع المشهد السياسي المعقد اليوم الا من واقع الادارة الاهلية في السودان وحكمتها في حل النزاعات المعقدة رغم ان مابقي من الادارة الاهلية تحفه العديد من الملاحظات.
فالاتفاق السياسي المبرم بين البرهان وحمدوك يذكر الادارة الاهلية ويلجا اليها عوضا عن تجربة المحاصصات الحزبية الفاشلة والتسجيلات التي هددت بها القوي السياسية المنهكة وهي تطالب بمد الفترة الانتقالية لاكثر من عشرة سنوات حتي نشاهد في شاشات التلفاز المزيد من السلوكيات الخاصة رغم اننا لسنا ضد السلوكيات الخاصة ولكننا ضد من هم اقل من احترام الاخرين.
وصديقي من السعودية يتصل علي ويسالني اعلم انك صاحب ملاحظات ضد قوي الحرية والتغيير وانا اتابع مقالاتك واعرف ايضا انك لست بمتصالح مع النظم الدكتاتورية فكيف تقرأ لي مايحدث بين قائد الجيش البرهان ود.حمدوك رئيس الوزراء .
قلت له في احدي المرات وبمحاكم الادارة الاهلية بالسودان اشتكي الزوج زوجته (للعمدة) وانها استدعت لفراشه رجل غريب.
والتحية لكنداكات بلادي ولايخلو مجتمع من تجاوزات وعثرات.
نظرة (العمدة) في عيون الزوجة محتشدا بمهابة المحكمة والحكمة الزول( ده) بتعرفي من وين.
(صنقعت) ونظرت في الارض وعادت بوجهها للعمدة وقالت جابو (هو) في اشارة للزوج اي انه صديقه فبعض الصداقات ازمة!! وخيانة وعدم التزام حمانا الله.
وهنا نعود ونرجع الي شكل المفاوضات مابين قوي الحرية والتغيير والجيش(المكونين المدني والعسكري) والوثائق المتعددة بحسب زعم د ابراهيم الامين نائب رئيس حزب الامة وانها ثلاثة او (تزيد) وتزيد من عندنا.
وفي مخيلتنا حديث الاستاذ الراحل المحامي علي محمود حسنين ونقدم سؤال العمدة لاحدي الوثائق المتعددة!! من فعل هذا بثورتنا؟؟.
فتشير في حياء وخجل وتقول جابو (هو) اي الحرية والتغيير هي من اتت بالمكون العسكري فلزوم الصبر والحكمة واجب .
وذات سؤال العمدة و المشهد يسقط علي حمدوك ونسال قائد الجيش لماذا هذا الانفراد برجل (واحد) من الثورة ووضع كل البيض بسلته فيشير قائد الجيش الي الحرية والتغيير ولجان المقاومة ويقول جابوا (هم).
وبدلا من البكاء والنحيب علي اللبن المسكوب لابد من استنهاض هممنا لاجل ان نقدم تجربة تشبه شعارات ثورتنا (حرية سلام وعدالة)
لتكون شعاراتها راسخة نستبعد منها جميع تجاربنا (الفاشلة) منذ الاستقلال 1956 والذي ابتدره رجل من الادارة الاهلية الناظر دبكة في 19ديسمبر 1955 وبعد عامين من الاستقلال استدعي حزب الامة الجيش للحكم عبر عبدالله خليل الفريق ابراهيم عبود 1958 وفي 1969 عقب اكتوبر استدعي الحزب الشيوعي الجيش عبر نميري والذي انتهي الي يميني وحاكم بامر الله والعدالة الناجزة وفي 1989 استدعت الحركة الاسلامية الجيش بعد ابريل عبر المشير عمر البشير والذي شق الاسلاميين لشعبيين بقيادة الترابي ووطنيين بقيادة البشير وظل حاكما حتي ثورة ديسمبر.
كل هذه الرحلة تحتم علينا اعادة النظر في بناء مؤسساتنا الحزبية والديمقراطية بعيدا عن عقلية التخوين والمؤامرة وان يترك الشعب دون رقيب او ترهيب ليختار من يحكمه فليختار من يختار فله الامر والحرية .
شريطة ان نصنع جيش وطني يحمي الدستور والوطن ومنظومة عدلية وطنية مبراة من الولاءات السياسية.
وان نعمل بجد علي بناء انسان قوي وبمناهج تتوافق ومزاج الانسان السوداني وثقافته وتاريخه.
ويجب ان نهتم بشريحة الشباب صناع الثورة.
وان نعمل من الان علي الاستعداد لصناعة دستور دائم عبر مؤتمر دستوري وان نسبق ذلك ببذل الجهد لاستكمال السلام وتحقيق العدالة ورد المظالم وحب الوطن.
… وياوطن مادخلك شر…
عمرالطيب ابوروف
صحيفة الانتباهة