الشكل الحالي للجان المقاومة هو شكل يعود لمرحلة مابعد الربيع العربي، وهو شكل له نظائر في تونس ومصر وغيرها من الدول في حقبة مابعد العام ٢٠١٠.
هذا الشكل بطبيعته شكل لتنظيم أفقي بلا قيادة، شكل خاضع لشروط ثقافية عولمية لذا نجده يتطابق مع تقسيم عمري للسكان، فيتمدد وسط الشباب وغالبيتهم من غير المنتمين، شباب صغار السن لاتزال هوياتهم تتشكل في مجتمعات مضطربة. كذلك يتطابق هذا التقسيم مع تقسيم (حضري/ريفي) فتتمدد هذه التشكلات الجديدة في المدينة وأحيائها وتضعف أو تنعدم في الريف.
تتطابق أفكارها ووسائل عملها مع شروط الليبرالية الثقافية والعولمة وبذلك فإن قوة اللجان وكثافة تنظيمها تخضع لقانون (علاقة طردية) مع مدى برجوازية الحي؛ فكلما كان الحي أكثر برجوازية كلما كان أقوى تنظيما في نوع هذه التشكلات الليبرالية الجديدة.
المؤكد إذن في هذه التنظيمات نقطتان:
١- هي تنظيمات غير محايدة آيدلوجيا. هي تنظيمات ليبرالية تماما وطبيعة شكلها نفسه تتضمن هذا الإنحياز، وهنا لا يمكننا فصل الشكل من المضمون، لجان المقاومة مضمونها هو شكلها تحديدا لا شيء آخر.
٢- لا تصلح للبديل، ولا تبحث عن بديل، لذلك فمن الضروري نقدها، وتكثيف الشعور بحاجتها لنقد نفسها بالحوار الداخلي والخارجي. فماهو ضروري الآن في هذا العالم المعولم هو الحوار فقط كبديل للعنف.
الحوار مهم جدا لأن هويات الشباب الحاليين لا تزال قيد التشكل، وتشكلها يستلزم حوارا فكري وسياسي. لذلك فثقافة دفع اللجان للشوارع والهتاف، وفرض إرهاب فكري حولها كما نشاهد من الذين رفضوا موقف بعض الشباب ممن التقوا بعبدالله حمدوك مثلا فرفضوا الموقف، بلا برنامج محدد سوى التأثر بثقافة الهتاف والشعبوية الليبرالية، وهي شعبوية عنيفة جدا ومضرة وخطيرة.
نكرر الحوار هو الحل وبديله عنف عشوائي عبثي بثمن غال
هشام الشواني