قلنا في المقال الإعلان السياسي (١)، إنّ الرئيس الفريق أول البرهان اصدر بياناً في الخامس والعشرين من اكتوبر ٢٠٢١م أعفى بموجبه السيد الدكتور حمدوك وحل حكومته, واعلن حالة الطواريء بموجب الوثيقة الدستورية وقانون القوات المسلحة.
وقلنا إن الأمر ترتبت عليه إجراءات أخرى, وكذلك بدأت إجراءات تطبيق البيان, وقلنا إن هنالك مبادرات وطنية لحل الأزمة وهذه المبادرات افضت للتوصل الى الإعلان السياسي الذي وقّع عليه الفريق أول البرهان والدكتور حمدوك, بعيداً عن الحرية والتغيير والتي انتهى الغرض منها أربعة طويلة أو تسعة طويلة, والذي تضمن مقدمة وثلاث عشرة مادة وهو يُعد الوثيقة الثانية, وهو تضمن أهم الأمور المطلوب تنفيذها الآن حكومة تكنوقراط ومجلس تشريعي ومجلس قضاء ومجلس نيابة ومحكمة دستورية وتعيين ولاة وهي مؤسسات واجب قيامها عاجلاً. ثانياً تكوين مفوضية فساد ومراجعة وحل لجنة التمكين وإعادة تشكيلها بما يتناسب مع ما بعد الخامس والعشرين من أكتوبر ٢٠٢١م.
ولكن مطلوبٌ من الحكومة القادمة تنفيذ مطلوبات التحول الديمقراطي وهي مطلوبات الانتخابات مفوضية وقانون وقيام الإحصاء السكاني وقانون الأحزاب, وكذلك العمل على تنفيذ استحقاقات سلام جوبا وكل اتفاقيات السلام التي وُقِّعت مع حكومة السودان في كل الأوقات, وكذلك السعي للاتفاق مع الأطراف التي تحمل السلاح حتى الآن, ثم على الحكومة حفظ الأمن والاهتمام بمعاش الناس, هذه هي الأمور المطلوب تنفيذها في متبقي الفترة الانتقالية.
لكي تتحقق هذه الأمور المطلوب من السيد الدكتور حمدوك أن يحقق إجماعاً وطنياً أو وفاقاً وطنياً لتتوسع قاعدة الانتقال فقط للشورى, لأن قحت رباعية أو طويلة, انفض سامرها بقرارات الخامس والعشرين من أكتوبر, وعلى أحزابها وكل الأحزاب الاستعداد للانتخابات في يوليو ٢٠٢٣م, لأن دورها انتهى في إدارة الفترة الانتقالية التي صارت تكنوقراط.
عليه, أعتقد ان فرص نجاح حمدوك كبيرة, وخاصة بعد أن تخلّص من ضغوط أحزاب قحت التي كانت تود أن تستغل إمكانيات الدولة لتمكين نفسها.
وعليه, هنا لا بد من لفت نظر د. حمدوك أن أمريكا وأوروبا ليس همّهم الديمقراطية, فهم يمارسون ذلك داخل بلادهم ولكن خارجها يطلبون مصالحهم فقط, وأعتقد أن السودان في المُعادلة العالمية من نصيب أمريكا والتي ترقب فيه امنًا, لأن كل المنطقة حوله ملتهبة لضمان أمان مصالحها في شمال أفريقيا والشرق الأوسط, كذلك يجب أن يفهم أن امريكا ترغب في نهاية الفترة الانتقالية في رئيس جمهورية عسكري ببزّة مدنية, والأقرب إلى ذلك الجنرال البرهان عبر حزب أو تحالف, وتجربة الرئيس السيسي في مصر يجب أن لا تكون مغفلا عنها وبعيدة عن الأذهان.
د. حمدوك مطلوب منه فقط حفظ الأمانة فيما تبقى من فترة انتقالية لتسلم لرئيس منتخب, وأعتقد أنه سيكون عسكريا في بزة مدنية, أما ما يدور في الشارع الآن ليس محل اهتمام أمريكا ودول الغرب بما في ذلك دول الترويكا ولا حتى الدول العربية التي حول السودان.
انتهى الفيلم سطر جديد ومرحلة جديدة وشبه نهائية بدكتور حمدوك أو بغيره مدتها ثمانية عشر شهراً للانتخابات مع رئيس جديد جاهز عند أمريكا والغرب والذين لا يصدقون ليتذكّروا السيدتين بنزير بوتو وانديرا غاندي ماذا قالتا بعد تولي كل واحدة رئاسة الوزارة في بلدها, إنها دول العالم الأول دائماً راقدة فوق رأي.!
تحياتي،،،
صحيفة الصيحة