بعد عودتي من السودان وقضاء شهر بالخرطوم، وبعيدا عن العك السياسي وقضايا السياسة التي اصبحت لا اطيقها حرفيا، رسالتي للمغتربين المرابطين في فيسبوك وتويتر وواتساب والذين يؤملون في صلاح حال الوطن والحرية والتغيير، رسالتي لكم فكروا في تغيير حال الاقربين بالوطن من الاهل والاسر المتعففة فالوضع الاقتصادي هناك لا يطاق واسعار السلع الاساسية وغير الاساسية تضاعفت عشرات المرات ومداخيل الافراد لا تتناسب مطلقا مع وتيرة السوق وغالب الاسر ما عادت تستطيع الايفاء بالوجبات الاساسية واكتفت بوجبة واحدة خلال اليوم، الطحن لا يوصف والتضخم في اقصى حالاته والبيوت مليئة بالرهق والمسغبة.
التفتوا لاهاليكم وجيرانكم والاقربين اولى بالمعروف.
الذين فتح الله عليهم وسهل لهم في رزقهم ومنحهم المناصب في بلاد الغربة مدوا ايديكم وتفقدوا الاسر هناك، البيوت المحمولة والتي لا عائل لها بدلا من ارسال معونات شهرية لهم خذوا بايدي اولادهم الى الخارج، ولد واحد من كل عائلة او اسرة اذا استطاع السفر والعمل بالخارج يمكنه سد الثغرة وردم الفجوة.
اهتمام المغتربين منصب حول سياسة البلد العامة ومن يحكم وكيف نحشد للمظاهرات وكيف نستدرج الاجهزة الامنية لقتل الناس لنطير بالاخبار والفيديوهات الى بلاد الهند والسند والواق واق ونضيق على البلاد والعباد اكثر واكثر ونحن من خلف شاشات موبايلاتنا نقزقز العنب والفستق وننتظر من اشباه الموتى في بلادنا التغيير واعادة فلان للحكم والاطاحة بفلان.
عندما نزل ابرهة بجيشه لهدم الكعبة اخذ عبد المطلب ابله وغادر فساله الناس عن الكعبة فقال الابل ابلي وللبيت رب يحميه، تفقدوا ابلكم فالملك بيد الله والسودان ليس ملك احد وما رأيته في السودان شيء خارج تدابير البشر ومقدراتهم، ما يمكنكم عمله فعلا هو المساهمة في تخفيف العبء عن الناس ولو بالقليل، هذه هي الوطنية والمكسب الكبير والانسانية والدين والواجب الاخلاقي والعقائدي، اما متابعة اخبار السياسة والخوض في شؤونها بهذه الطريقة المقززة ومحاولتنا جميعا ان نكون آيزنهاور السودان والجلوس بالساعات للتحليل وتدبيج المقالات وخارطة الطرق لكيفية حكم الدولة وسكب الاشعار الوطنية الركيكة فهذا مجرد سلوك تعويضي لاناس ليس لهم (راي ولا فهم) يبنون شخصياتهم فوق جماجم المطحونين ويملؤون اوقاتهم بالهراء ويتلذذون بونسة (المشاطات) التي لا (تودي ولا تجيب) ويجترون ذات الكلام المستهلك منذ الاستقلال.
ايها الناس، ان اردتم الفوز بالدنيا والآخرة عليكم بالقيام بما يمكنكم فعلا القيام به بحسب مقدراتكم وامكاناتكم من تخفيف للاعباء ومد اليد البيضاء في زمن صعب جدا وهو زمن المسغبة ولا شك محتسبين عند الله ان تكون المنجية عند العقبة.
يقول الله تعالى في محكم تنزيله:
(فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ… وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ… فَكُّ رَقَبَةٍ… أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ… يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ… أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ… ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ… أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ)
صدق الله العظيم
كتب: السيد شبو