الجامعات
وهي تحت تأثير (خرشة) الحكم وقتها توعدت وزير التعليم العالي انتصار (مقشاشة) العلماء بالكنس. الأمر الذي دفع بمديري الجامعات في عهد النظام السابق بتقديم استقالات جماعية احتجاجا على ذلك التصرف غير المقبول. وحفظا لماء الوجه. والنأي بأنفسهم كعلماء من الجهالة والحماقة اليسارية. ومن يومها بدأت رحلة التدهور المشين في مسيرة التعليم العالي. فقد استجابة بعض من الجامعات لصراخ الوزيرة وأحدثت مجازر لم يشهدها تاريخ الدولة السودانية (جامعة الجزيرة والقرآن الكريم وتأصيل العلوم والسودان للعلوم والتكنولوجيا والنيلين).
والبعض الآخر أوقفتها قرارات البرهان التصحيحية لأن قوائم التشريد للعلماء قد تم إعدادها سلفا وفق المزاج الشخصي (قانون قاراقوش). وزيادة للمبلل طين تم تكوين لجنة برئاسة إسماعيل أب ضفاير (سخرية القدر) لتصفية الجامعات من بقية العلماء.
أضف لذلك حرمان البسطاء من التعليم العالي بفرض رسوم للكليات الطبية فاقت طاقة الأسر. ولا يفوتنا الزج بالجامعات في الصراع السياسي. وأصبحت مسيرة الجامعات رهينة المناخ السياسي العام. وخير دليل على ذلك قفل غالبية الجامعات الآن لأسباب في ظاهرها الرحمة ومن قبلها العذاب. والنتيجة لذلك المخطط اللا وطني هو ما نقلته المواقع بقولها: (رسميا السودان خارج التصنيف العالمي لجودة التعليم بشكل كامل). عليه نرى أن اختطاف الجامعات من أحزاب أربعة طويلة وشيطان الأحزاب (الشيوعي). ينذر بخطر وشيك على التعليم العالي.
لذلك نناشد بعودة تلك الجامعات لحضن الوطن. وأي تأخير ليس من الصالح. وإقالة مديري الجامعات الحاليين واجب وطني تمليه المصلحة العامة. وخلاصة الأمر نقولها: (إن ترك الإدارات الحالية ساعة واحدة من الزمان مهدد أمني خطير. بل تفوق خطورته هجوم الجيش الأثيوبي الحالي على الفشقة. أما انتظار تلك الإدارات لكي تقدم استقالتها فهذا ضرب من الخيال. ودليلنا مقابلة البعض لحمدوك _ تكسير تلج _ لمباركة ما تم من قرارات تصحيحية وليس القصد منها التأييد بل التمديد).
د. عيساوي (٠١٢١٠٨٠٠٩٩)
الأحد ٢٠٢١/١١/٢٨