الغالي شقيفات يكتب : تَجدُّد النّهب المُسلّح!!

شهد طريق “الفاشر – نيالا” في الأيام الماضية, حوادث نهب مُسلّح مُتكرِّرة بين منطقتي منواشي بولاية جنوب دارفور وشنقل طوباي التابعة لشمال دارفور, وكان والي جنوب دارفور المُكلّف حامد التجاني هنون أكّد حرص حكومته على توفير الأمن والقضاء على ظاهرة النهب المُسلّح بطريق “الفاشر – نيالا” والتي باتت تُشكِّل هاجساً للمُواطنين, بجانب تأكيده على الدفع بقوات مُشتركة لتأمين ما تبقى من الحصاد للمُوسم الزراعي.

وتلقى والي الولاية, شكاوى من مواطني منطقة أبو حمرة بمحلية مرشنج التي زارها في الأيام الماضية حول التعقيدات الأمنية الماثلة, بجانب قضية العطش التي يُعاني منها السُّكّان لفترات طويلة.

وطالب هنون, المُواطنين بالحفاظ على الأمن وتماسُك النسيج الاجتماعي حتى تتمكّن الحكومة من توفير الخدمات التي تسهم في عودة النازحين إلى قُراهم.

وعجزت حكومتا نيالا والفاشر في القبص على أيٍّ من مُنفِّذي هجمات النهب المُسلّح التي راح ضحيتها مُواطنون أبرياء عُزّل, أمثال المواطن محمد عثمان محمد هود وهو يعول أسرة مكونة من زوجتين وأطفال أكبرهم لم يتجاوز السابعة من عمره, وكثير مثل “ناس رزق اليوم باليوم”.

وطريق “الفاشر – نيالا” طريقٌ حيويٌّ يربط دارفور بأفريقيا الوسطى وتشاد, والمسافة التي يحدث فيها النهب المُسلّح لا تتعدّى ثلاثين كيلو, فكيف تعجز حكومة ولايتين في حسم النهب المُسلّح والتفلتات الأمنية التي تحدث بين حينٍ وآخر في تلك المنطقة, وهل هُنالك أجندات سياسية وراء هذه الحوادث, لأنّ العربة التي اُستشهد فيها حمدي جلود كانت تسير ليلاً من الفاشر إلى نيالا وقد لا يعلم النهّابون ما بداخلها, والراكب لا يحمل معه نقوداً خَاصّةً مع تحويل بنكك والصرافات الكثيرة, وربما يكون الهدف إشاعة الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار والطمأنينة..!

والوالي نمر مَطلوبٌ منه رحلة ميدانية للوقوف على الأحداث بنفسه كما فعل والي جنوب دارفور المُكلّف هنون واستمع للمواطنين مباشرةً بدلاً من تقارير المكاتب.. ومؤخراً تم تسييس النهب المُسلّح في دارفور, وعلى مواطني تلك المناطق المساعدة في مُحاربة النهب المُسلّح أو إبلاغ السُّلطات عنهم, لأنّ هذه الحوادث تجعل رأس المال يهرب, وسوف يُغيِّر أصحاب العربات طريقهم وتموت هذه القرى..!
تخيّل فقط منواشي بدون العربات العابرة في القريب العاجل سوف يتم طريق “الفاشر – كبكابية – سرف عمرة – جبل برميل – أم طجوك – الجنينية” وتتحوّل العربات القادمة من الخرطوم لتأتي بطريق “الضعين – نيالا”.. فعليكم الانتباه يا مواطني دار السلام ومرشنج ومحلية الوحدة, وكما يجب إطلاق يد الدعم السريع في تأمين طريق “الفاشر – نيالا” ومنحهم صلاحيات التفتيش وفحص هوية المُسلّحين حتى يشعر المواطن والمسافر بالأمن والأمان.

اللهم أرحم وأغفر لشهداء الطريق, واجعل الجنة مثواهم.. وخالص التعازي لأسرة محمد عثمان محمد هود وعاجل الشفاء للجرحى والمُصابين.

صحيفة الصيحة

Exit mobile version