كلو..إلا لجنة إزالة التمكين..!!

د. مرتضى الغالي
الامتحان الحقيقي أمام الشعب والثورة هو عودة لجنة تفكيك الإنقاذ وإزالة التمكين واسترداد أموال الدولة..عودتها كما هي.. بذات قياداتها ولجانها وصلاحياتها وقانونها ولا مجال لمحاولات الالتفاف عليها بالدعاوي المرتجفة عن تطعيمها بكفاءات قانونية وغير قانونية بينما الغرض هو تلويثها بفيروسات سامة وتعويقها من داخلها وشل حركتها..وهيهات.. فالشعب لن يقبل بغير عودة اللجنة لاستئناف مهمتها الذي أوقفها هذا الانقلاب الأطرش الفاشل..!!
كل ما كان يقوله البرهان وعصبته من الإخونجية والمليشيات والفلول حول اللجنة هي شهادة لها ولنزاهتها وقوة ضربها لأوكار الفساد وكهوف اللصوصية..وما صرخات الفلول ضد اللجنة إلا شهادة من المعدن الخالص على صدرها ونيشان للبراءة وصولجان للجدارة الممتازة والعمل المخلص لوجه الثورة من اجل تفكيك الإنقاذ وإهالة التراب على حزبها الآثم وملاحقة الحرامية الذي جيّروا موارد الوطن لمصلحتهم الخاصة وبنوا بها إمبراطوريات السحت والفساد..!!
هذا هو المحك الحقيقي لوأد أحلام الانقلابيين الخائبة في تعطيل مسيرة هذه اللجنة الباسلة.. هذه اللجنة هي المفاعل الحقيقي للثورة وحارسها الذي لا ينام ..هذه اللجنة انطلقت منذ يومها الأول لأداء مهمتها الجسيمة وتميزت بنشاطها الجم بين كل مؤسسات الفترة الانتقالية..وكانت عصيّة على التطويع ..تسهر الليالي وتطوي بطنها على المخمصة في عمل تطوّعي مهني ثوري خالص ولم يكن من يعملون في قيادتها ولجانها من المعروضين للبيع ..وقد لاقوا من المصاعب والتعويقات ما تنوء به الجبال الرواسي.. وكانوا يواجهون التخذيل من القريب والبعيد وأحياناً من داخل صفوف الثورة بتضخيم الهنّات التي لا بد أن تقع في كل عمل يقوم به بشر.. لكن اللجنة في مجملها كانت على الصراط المستقيم والمجرى الرئيسي لتيار الثورة ومسارات الطريق السريع لانجاز المهام التي أوكلها لها الشعب وحددتها الوثيقة الدستورية..وظلّت تعكف على مهمتها بتجرد وأمانة وفي شغف ثوري أصيل وبشفافية عالية..لا تتستّر على باطل ولا تحامي عن صديق أو قريب ولا تأخذها لومة لائم في ملاحقة الحرامية القدامى والجُدد.. ولا تجامل ولا تكابر في مراجعة أي خطأ أو زلّة قدم.. لا تعرف في الحق كبيراً..ولا تخلط حساباتها بمحسوبية أو استلطاف..!!
قسما عظماً إن أردت أن تعرف مدى ثورية شخص أو هيئة ليس عليك إلا أن تنظر إلى موقف الفلول منه أو منها..وستعرف أين يكون الحق..إن هيئة يبكي منها الفلول لهي والله على طريق الثورة المستقيم ..ولم يتباكى الفلول من بين كل مؤسسات الفترة الانتقالية كما تباكوا من عمل لجنة إزالة التمكين.. وظلّت هدف نيرانهم وهي تتوهج مثل (دهب شيبون)..ولم يتوقف شراذم الصحفيين والإعلاميين والمدونين الذين يعملون بتمويل الفلول عن الصياح والنباح منذ بدية عملها..بل كان تركيز الهجوم عليها من التعليمات اليومية التي يتلقاها الإعلاميون المرتزقة من الحرامية الكبار ومن المكوّنات (البرهانية الدقلوية) التي كانت تضمر شراً بالفترة الانتقالية.. وإذا أردنا الحقيقة فإن هذا الانقلاب الأرعن الطائش كان الدافع الرئيسي له هو إيقاف عمل هذه اللجنة وحماية لصوص الإنقاذ وسارقي موارد البلاد ومصاصي الدماء..وقد قلنا ذلك مبكراً وأيدته الأحداث اللاحقة..فهذا الانقلاب لحمته وسداه هو تعويق عمل اللجنة لمنع استرداد مال الدولة ومواردها من أيدي السارقين والهمباتة.. وما عدا ذلك مما ورد ذكره في بيان الانقلاب الأشتر الأبتر ما هو إلا (مكاء وتصدية) لتغطية السبب الحقيقي الذي حرق أصابع الفلول.. وبغاة وبقايا الإنقاذيين…!!
هذا هو المحك الرئيسي..لجنة إزالة التمكين يجب أن تعود (كما هي) ولن يقبل الشعب أي مساس بهيكلها وصلاحياتها أو العاملين فيها. أو الانحراف بها عن مهمتها الأساسية وخطها الثوري ومهامها الواضحة الراسخة في تفكيك الإنقاذ إلى آخر مسمار وفي استرداد مال الدولة وإزالة التمكين من القوات النظامية والقضاء والنيابة والأجهزة العدلية وكافة مؤسسات الدولة..وهذا ما يخافه أعداء الثورة وكل زاعق وناعق من الذين كشفوا عن أنفسهم بالوقوف مع الانقلاب وتزيين قتل الشباب من اجل حماية اللصوص.. لجنة إزالة التمكين خط احمر وإلا فلتشتعل الثورة من جديد..!!

مرتضى الغالي
صحيفة الصيحة

Exit mobile version