أهل القرآن
بحر الأسبوع الماضي حلت الذكرى الأولى لرحيل الشيخ نورين محمد صديق، ذلك القارئ النادر على طريقته، المُرتل لكتاب الله، غاب فلم يغب صوته الخشوع، بعد أن جمع ثلة خيرة من الشباب حوله، يعلمهم (ألف لام ميم) ويسمو بهم آية آية، والان تتصاعد تلاوة نورين من البيوت والهواتف والسيارات والمتاجر.
كما تزامنت تلك الذكرى مع اعلان أول الشهادة السودانية أسامة المصباح، ذلك الفتى الذي اشتهر ببر الوالدين ومجالسة أهل القرآن، وجمعّ بين التفوق الأكاديمي والمحافظة على صلواته وتلاوته، حتى بارك الله له في وقته وجهده، وظل يدير صفحة تحت اسم (آيات الرحمن: تلاوات سودانية) على الفيس وتليغرام ويوتيوب، حظيت بألاف المتابعات داخل وخارج السودان،
كما شهد ذات الأسبوع فاجعة رحيل حسناء ابنة الشيخ محمد هاشم الحكيم، تلك الطبيبة الجميلة الخلوقة الحافظة لكتاب الله، صبرت على البلاء صبرا جميلا، وكانت تتغلب على أوجاعها بالتلاوة والدعاء، راضية بقضاء الله، شديدة التبسم، حتى فاضت روحها، تبدو في ذلك النشيد “حوريتي الحسناء حُسناً يفوق خيالي”، لتتنزل عليهم الرحمة والسكينة، وتعمنا بركتهم في هذا اليوم المبارك،
فمن قضى نحبه منهم تتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون، وتبشرهم ” اقرأ وارتَقِ ورتِّل كما كنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها” ومن ينتظر فقد غنم خير الدنيا والأخرة بإذن الله.
عزمي عبد الرازق