على مر تاريخ الدولة السودانية للجيش تاريخ مشرف ومشرق وناصع. وفي المنعطفات السياسية الحرجة ينحاز للشارع. وآخرها في ثورة ديسمبر. ولكن اليسار بادل الحب بالإساءة. حيث أصل لقاعدة نضالية جديدة ألا وهي الطعن والهمز واللمز في المؤسسة الأمنية. وظهر ذلك جليا من سفهاء الخرشة وعديمات الولي وفاقدي التربية.
بل تعدى الأمر هؤلاء الحمقى والغوغائيين كثيرا حيث شارك في تلك الهجمة المنظمة علية القوم منهم (قيادات) كنا نحسبهم من العقلاء. عليه قد أثبتوا لنا بهذا الصنيع المشين أن من اعتنق الفكر اليساري أو سانده في لحظة تاريخية في حياته لا أمل في إصلاحه.
ولكن بالرغم من يقيننا التام إننا لا نجني عنبا للوطن من شوك اليسار سوف نظل في مدافعة معهم عسى ولعل أن يساهموا في دفع حركة التنمية الوطنية بأقل الجهد المطلوب (الصمت). وقد أثبتت التجربة بأن اليسار ليس برجال دولة بقدر ما أنهم مراهقو سياسة وعملاء سفارات.
وللأسف الشديد بالرغم من إعترافهم بفشل تجربتهم في الحكم. نجدهم يضعون ذلك على حامي الحمى بأنه قد وضع المتاريس السياسية أمامهم. ما هكذا تورد الأبل.
أين الخطط والدراسات التنموية للنهضة التي قدمتموها ورفضها الجيش؟ ونحن نعلم تمام العلم أن برنامجكم أصله ما بين المكاء والتصدية.
وخلاصة الأمر نقول: (إن وصف ما حدث بإنقلاب غير صحيح. بل هو تصحيح مسار اقتضته ظروف المرحلة وفق بنود الوثيقة الدستورية. وخير ما فعل الجيش بقيامه بخطوات التنظيم هذه التي عصم بها البلاد والعباد في الوقت المناسب من شر قد اقترب.
فالإنقلابيون هم من سرق الثورة في رابعة النهار. وعطل دولاب العمل بقلة الحيلة والعجز. ومارس الإقصاء والتشفي وفق المزاج بعيدا عن القانون. وفشل في توفير معاش الناس.
وفوق كل ذلك بلا حياء يريد السير بهذا الفهم المعطوب لآخر النفق المجهول. وهذه حيلة ماكرة للهروب من الإنتخابات لعلمه التام أن قاعدته افتراضية).
د. عيساوي
الخميس ٢٠٢١/١١/٢٥