موقع بريطاني: هل تحوّل العقوبات الدولية السودان إلى يمن أو ليبيا أخرى؟

انقسمت الرؤى حول النتائج المتوقعة للعقوبات التي فرضها المجتمع الدولي على السودان، عقب استيلاء قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على السلطة في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسط مخاوف من أن الدولة قد تصبح عرضة لضغوط من محاور إقليمية ودولية.

ورد ذلك في تقرير من الخرطوم نشره موقع ميدل إيست آي (Middle East Eye) البريطاني، جاء فيه أن من يؤيدون هذه العقوبات يقولون إنها ربما تساعد في هزيمة الجنرالات، في حين أعرب بعض آخر عن استعداده لقبولها ببعض الشروط، بينما شكك قسم آخر في جدواها معتبرا أنها تدخل خارجي في شؤون البلاد.

ونسب التقرير إلى بعض المحللين تحذيرهم من أن مثل هذه العقوبات قد تخلق حالة من عدم الاستقرار في البلاد، مثل العراق وليبيا واليمن وغيرها، وتترك السودان تحت رحمة لاعبين إقليميين ودوليين متنافسين.

لن تمس القادة العسكريين
ويخشى كثيرون من أن هذه العقوبات لن تمس القادة العسكريين، بل ستلحق ضررا كبيرا بالشعب السوداني.

ومن بين الذين رحبوا بالعقوبات الغربية، قوى الحرية والتغيير التي ساعدت في قيادة الاحتجاجات التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل/نيسان 2019، إذ شدد الواثق البرير العضو البارز في هذه القوى عن حزب الأمة القومي على أنهم يدعمون بقوة الضغط الخارجي على الجيش، كأحد الأدوات الرئيسية لإنهاء الانقلاب.

وقال البرير إنهم في قوى الحرية والتغيير سيستخدمون أنواعا مختلفة من التصعيد على الأرض وبالتعاون مع المجتمع الدولي، للضغط على الجيش للتراجع عن الانقلاب، و”لن نقبل أي نوع من المحادثات مع قادة الانقلاب، حتى يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل يوم الانقلاب”.

حريصون على الاستقرار
وأضاف البرير أنهم حريصون على عدم تكرار سيناريوهات زعزعة الاستقرار مثلما هو حادث في ليبيا أو اليمن، حيث توجد حكومتان قد تقسمان البلاد نفسها.

وقال مصدر في الحزب الشيوعي السوداني -طلب عدم الكشف عن هويته- إن المجتمع الدولي لن يغير الوضع على الأرض أو ميزان القوى داخل السودان.

عقوبات أميركية مستهدفة
وقال الدبلوماسي الأميركي السابق كاميرون هدسون -الزميل الحالي في المجلس الأطلسي (Atlantic Council)- إنه يعتقد أن العقوبات الأميركية لن تؤثر سلبا على المواطنين السودانيين، لأنها لن تُطبق إلا على الجنرالات الأفراد والشركات المملوكة للجيش، مضيفا أن الهدف منها هو الضغط على العسكريين وفرض تكلفة باهظة عليهم كأشخاص لأفعالهم، وليس على الشعب السوداني.

وحذر المحلل السياسي السوداني خالد التيجاني من أنه بالرغم من أن دعم الغرب لرئيس الوزراء المعزول عبد الله حمدوك سيضغط على الجيش، فإنه قد يضع السودان على طريق الانقسامات وزعزعة الاستقرار التي شهدتها ليبيا واليمن، لأن السودان كان بالفعل في حالة هشة، وأن الانقلاب زاد من تعقيد الوضع فيه.

وأوضح التيجاني أن التدخلات الخارجية في شكل عقوبات أو غيرها ستتيح للمجتمع الدولي -الذي يعطي الأولوية دائما للأمن والاستقرار، بدلا من العدالة أو الديمقراطية في البلدان الهشة مثل السودان- أن يكون له دور في صنع القرار في البلاد.

ربما يرضى الغرب عن البرهان
وأضاف التيجاني أنه إذا كانت ديناميكية السياسة الدولية تدعم حكومة حمدوك الآن، فإنها لن تستمر إلى الأبد، خاصة أن البرهان يحاول معالجة هموم ومصالح الغرب في السودان، مثل التطبيع مع إسرائيل، وتنفيذ سياسة اقتصادية يرضى عنها الغرب، من بين تطمينات أخرى.

ويعتقد المحلل السياسي السوداني خالد سعيد أنه بالرغم من أن الضغط الدولي سيساعد في عزل الحكام العسكريين، فإنه سيدفع السودان إلى الوقوع تحت النفوذ الإقليمي والدولي، مضيفا أن السودان كان يحاول خلال العامين الماضيين الخروج من تأثير المحاور الإقليمية والدولية، “لكن هذا الانقلاب سيعيدنا إلى هناك مرة أخرى”.

وأضاف سعيد أن تدخل الغرب بالعقوبات وغيرها سيؤدي إلى تدخلات من روسيا والصين المقربتين من الجيش، وبالتالي فإن هذا السباق سيؤثر بشكل خطير على البلاد أيضا، هذا بالإضافة إلى تأثير الدول المجاورة التي يستخدمها الغرب للحفاظ على نفوذه في البلاد.

ميدل إيست آي

Exit mobile version