هب مثلا أن لي رأي مخالف لرأي هولاء المراهقين ..
أنا لست مع حكومة قحت .. لا أرى أنها تحقق مصالحي و لا تعبر عني ..
لا يهمني أن الشيوعي وائل طه يريد أن يعلن إضراب شامل .. أو أن البعثي سيد الطيب حزين على إعتقال رفقائه بعد شهر عسل طويل مع العسكريين ..
هذه القضايا لا تهمني .. لدي ستة أطفال في المنزل .. أريد أن أعيلهم من كسبي اليومي .. أريد أن أذهب الى عملي كسائق أجرة .. بائع خضار .. سباك .. حداد .. نجار ..الخ
يعتمد إطعام أطفالي على قدرتي على الوصول الى عملي .. أنت الأن لديك قضية قناعات سياسية و تعريف للمصلحة مختلف عني .. لكنك تفرض علي هذه القناعات بقطعك للطريق ..
في الماضي كنت تقول أن التتريس وسيلة و ليس غاية .. أنت تكذب .. الترريس اليوم غاية لحرمان الناس من الوصول لآماكن عملهم و إنجاح الأضراب .. بمعنى أنك تفرض ارادتك السياسية على الأخر الذي لا يشاركك قناعاتك .. و لو كنت مهتما بالسياسة أو مؤيدا لقرارات فتاح أو حتى أميا لا اعرف كتابة أسمي فأنني مضطر للرضوخ لقناعاتك هذه ..
الجديد في الأمر أننا بلغنا مرحلة التهديد .. (لسلامتكم ) يجب ان لا تمروا بشارع كذا .. او شارع كذا ..
هذا الأمر لم يعد عملا سلميا و لم تعد سياسة .. و على الدولة أن تقوم بواجبها أو سيقوم الناس بالدفاع عن مصالحهم بالعنف ..
#وهكذا
عبدالرحمن عمسيب