محمود: انا الآن في القاهرة، تفصلني آلاف الكيلومترات عن وطني الحبيب تلقيت نبأ رحيلك يا عبد الرحمن يا توأم الروح يا حبيبي

انه الفقد اذن.. انه الفراق الذي لا لقاء بعده..
أمس وفي مدينة ود مدني اغمض عبد الرحمن اغماضته الاخيرة.. عبد الرحمن محمد عبد الرحمن، الرجل الذي قدمني الي الناس كممثل، الرجل الذي لن أنسى ابدا افضاله علي.
التقيت عبد الرحمن لأول مرة في شتاء ١٩٨٤ في القاهرة.. كنت وقتها قد تركت دراسة الصيدلة للتو واتيت للقاهرة أملا في الحصول علي تأشيرة دخول للولايات المتحدة لدراسة الموسيقى هناك.. كنت اتنقل بين شقق الطلبة السودانيين في مصر من شفيق غربال الي سانت فاتيما الي الهرم..وكعادة الطلبة السودانيين في كل مكان، يقيمون لياليهم الشعرية والغنائية في الشقق التي يقطنها سودانيون ويحيونها بما تيسر من مواهب، وكنت أتلقي الدعوات لقراءة الشعر وعزف الجيتار في تلك المناسبات وكنت ألبي تلك الدعوات بسعادة.. التقيت عبد الرحمن في واحدة من تلك المناسبات، كان طالبا وقتها في معهد السينما في مصر ، كان شخصية مرحة تحب السينما والموسيقى والحياة وكان مشهورا بين السودانيين ب عبد الرحمن ود المصرية، لان امه مصرية ومنذ أول لقاء اصبحنا اصدقاء..
ومرت الأيام..وقذفتنا الحياة كل في طريق..
بعد ثمان سنوات كنا نقيم – نحن فرقة سلام الموسيقية – كونسيرت في قاعة الشارقة في الخرطوم..بين الفاصل والفاصل لمحت عبد الرحمن وسط الجمهور..في الاستراحة اجتمعنا انا وعبد الرحمن ثانية.. حدثني وقتها عن فيلمه الجديد وطلب مني ان اشارك بالتمثيل وبالموسيقى التصويرية وكان “ويبقى الأمل”.
بعد فلم “ويبقي الأمل” والذي طرح في الاسواق في صيف ١٩٩٤ لم نفترق انا وعبد الرحمن ثانية.. اخرج لنا عبد الرحمن مسلسلات وافلام تلفزيونية واسكتشات لعل اشهرها مسلسل “دماء علي البحر” او “تهاشو” كما يحلو لكثير من الناس ان يسموه..
وانا الآن في القاهرة، تفصلني آلاف الكيلومترات عن وطني الحبيب تلقيت نبأ رحيلك يا عبد الرحمن.. يا توأم الروح يا حبيبي.. ما اشد وجعي عليك..ما أعظم فجيعتي
كل هذا الحزن يا الله

محمود ميسرة السراج

Exit mobile version