كر وفر وتصعيد متواصل.. الشرطة تفرق معتصمين والبرهان يتعهد بالعمل المشترك لتجاوز الأزمة

تعهد رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان بالحرص على العمل مع القوى السياسية للخروج بالبلاد من الأزمة السياسية الراهنة، في حين واصل أنصار “قوى الحرية والتغيير-مجموعة الميثاق الوطني” اعتصامهم في محيط القصر الجمهوري بالخرطوم، وسط كر وفر بين الشرطة والمتظاهرين الذين أغلقوا طرقا وجسورا.

وقال البرهان وفق الجزيرة نت إن نجاح الفترة الانتقالية مرهون بإكمال هياكل السلطة الانتقالية بالالتزام بحماية الفترة الانتقالية والعمل وفق الوثيقة الدستورية واتفاق جوبا للسلام وصولا للانتخابات.

وأكد رئيس مجلس السيادة في السودان أن المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فليتمان قدم عدة مقترحات من أجل الخروج الآمن للبلاد من أزمتها الراهنة.

ولليوم التاسع على التوالي من اعتصامهم، جدد المعتصمون التمسك بمطالبهم المتمثلة في حل الحكومة الانتقالية، وتشكيل حكومة كفاءات، وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية، أو ما يسمونها بالعودة إلى منصة التأسيس الأولى.

وقد أعادت الشرطة السودانية فتح “جسر المَك نمر”، الرابط بين وسط الخرطوم ومدينة الخرطوم بحري، بعد أن أغلقته مجموعة من المعتصمين قرب القصر الجمهوري بضع ساعات.

واستخدمت الشرطة الغاز المدمع لتفريق المعتصمين فوق الجسر، وكانت مجموعات أخرى من المعتصمين أغلقت عددا من الطرق الرئيسية في العاصمة، خصوصا شوارع النيل والجامعة والقصر، كليا أو جزئيا.

كما أشعل المعتصمون النار في إطارات السيارات بشارع النيل، وتسبب الإغلاق في حالة ازدحام مروري خانق استمر ساعات، في حين كثفت قوات الأمن انتشارها في الشوارع الجانبية وسط الخرطوم.
إغلاق

وقال والي الخرطوم أيمن خالد إن مجموعة من منتسبي حزب المؤتمر الوطني أغلقت جسر “المك نمر” وشارع النيل، مما تسبب في تعطيل حركة المرور.

وأضاف الوالي أنه “وجّه الشرطة لفتح الطرق والتعامل القانوني والحاسم مع هذا التعدّي السافر لمنتسبي الحزب المحلول”، في إشارة إلى الحزب الحاكم سابقا.

في سياق متصل، دانت وزارة الثقافة والإعلام محاولة اقتحام مقر وكالة السودان للأنباء أمس السبت، ومنع انعقاد مؤتمر صحفي لقوى الحرية والتغيير-مجموعة المجلس المركزي، كما دانت محاولة إغلاق المدخل الجنوبي للوزارة.

واتهم أنصار تحالف قوى الحرية والتغيير-مجموعة الميثاق الوطني أمس السبت بإغلاق مبنى وزارة الثقافة والإعلام بالخرطوم، ووضع الحواجز الإسمنتية أمام أبوابها، وذلك بالتزامن مع اقتحام مقر وكالة الأنباء السودانية.

وطالب المحتجون بأن يكون الإعلام لكل السودانيين من دون تحيز لأطراف على حساب أطراف أخرى، وفق تعبيرهم.

تحركات سياسية

وعلى الصعيد السياسي، قال عبد العزيز عشر -مستشار رئيس حركة العدل والمساواة- للجزيرة إن المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فليتمان اجتمع مع رئيس الحركة جبريل إبراهيم، ورئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي.

وأوضح عبد العزيز عشر أن فيلتمان عبّر عن قلقه على الفترة الانتقالية، وحث إبراهيم ومناوي على التعاون مع زملائهما في الحرية والتغيير-مجموعة المجلس المركزي لعلاج مشاكلهم وعدم السماح للعسكر بالإيقاع بينهم، حسب تعبيره.

وأضاف أن جبريل إبراهيم ومني ماركو مناوي أبلغا فيلتمان أن قوى الحرية والتغيير ملتزمة بالتحول الديمقراطي المفضي إلى حكومة منتخبة، وأن المجموعة المتمسكة ببقاء الحكومة مجموعة صغيرة.

واتهما هذه المجموعة باختطاف المشهد والقرار السياسي، والاستيلاء على مفاصل الدولة، وتعطيل أهم المؤسسات بما فيها المجلس التشريعي والمحكمة الدستورية.

واعتبرا أن المخرج هو الضغط على الطرف الآخر من الحرية والتغيير لحلّ الحكومة، وتأسيس حكومة كفاءات مستقلة لتتفرغ الأحزاب للانتخابات.

كما طالب فيلتمان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان ديقلو (حميدتي)، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، بالعمل معا من أجل العبور بالمرحلة الانتقالية نحو غاياتها.

ودعا إلى عدم إقصاء أي طرف من أطراف العملية السياسية في السودان، مؤكدا أن التباين في مواقف القوى السياسية هو السبب في تأخير تشكيل عدد من المؤسسات التي لن يتم الانتقال بصورة آمنة من دونها.
توسيع المشاركة

بدوره، شدد البرهان على توسيع المشاركة السياسية، والعودة إلى منصة تأسيس قوى الحرية والتغيير، والاحتكام إلى الوثيقة الدستورية واتفاق جوبا.

كما بحث حمدوك مع فيلتمان الأوضاع السياسية بالبلاد، وأهمية المحافظة على عملية الانتقال المدني الديمقراطي.

وأوضح المجلس -في بيان- أن هناك تطابقا في وجهات نظر الجانبين بشأن إجراء انتخابات حرة ونزيهة، يختار من خلالها الشعب السوداني ممثليه في نهاية الفترة الانتقالية.

وأشار مجلس الوزراء إلى أن حمدوك وفيلتمان تطرّقا إلى الأزمة الحالية، وسبل الخروج منها عبر الالتزام بالوثيقة الدستورية وباتفاقية جوبا.
التزام صارم

من جانبه، دعا وزير العدل السوداني نصر عبد الباري إلى الالتزام بنصوص الوثيقة الدستورية. وفي سلسلة تغريدات على تويتر، قال عبد الباري إن الالتزام الصارم بها هو المخرج العملي الوحيد مما وصفها بالأزمة المختلقة لفرض واقع سياسي جديد في السودان.

وشدد عبد الباري على ضرورة تنفيذ بنود الوثيقة الدستورية بغية الانتقال الكامل إلى الحكم المدني الديمقراطي.

إنني أُفضِّلُ التعبير عن مواقفي بالأفعال على التعبير عنها بالكلمات أو الألفاظ. لكنني أجد الآن ضرورةً للإفصاح بالكلامِ عن موقفي بشأن المخرج مما يجري، وهو موقفُ السواد الأعظم من السودانيين، أصحاب الثورة وحماتها؛ إن المخرج العملي الوحيد مما يجري هذه الأيام، من الأزمةِ المختلقة لخلق

الوضع في الشرق

وبخصوص التطورات في شرقي البلاد، نقل مراسل الجزيرة في ولاية البحر الأحمر عن مصادر محلية قولها إن وفدا حكوميا برئاسة وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس، يصل إلى بورتسودان اليوم الأحد.

وتندرج زيارة عباس ضمن تكليف من رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لعقد لقاء مع قادة مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة بشرقي السودان.

وكان المجلس قد فرض إغلاقا على موانئ بولاية البحر الأحمر، وسكك حديد، وأنبوب نقل للمشتقات البترولية نحو الخرطوم، فضلا عن الطريق الرابط بين بورتسودان ومدن أخرى، وذلك من أجل الضغط على الحكومة لتحقيق عدد من المطالب السياسية.

الخرطوم ( كوش نيوز)

Exit mobile version