إن حديث أحد الوزراء عن السيد القائد العام الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الذي بثته قناة الجزيرة قبل يومين يكشف إفلاسه وفقره السياسي وحالة الإضطراب التي يعاني منها بل وحالة الانفصام التي يعيشها بعد أن لفظه الثوار في 21 أكتوبر، وحديثه عن فض الاعتصام إذا كانت لديه معلومات بهذه الثقة فلماذا لم يذهب إلى لجنة التحقيق برئاسة الأستاذ نبيل أديب؟ فحديثه مكانه هناك و لماذا لم يخرج هذا الحديث في وقته ان كان صادقاً و شجاعاً؟ إذاً هذه محاولة للكسب السياسي الرخيص.
إن حديث وزير الصدفة عن إستبدال القائد العام ينم عن جهل بالقوات المسلحة وقانونها وتراتبيتها وتاريخها.
هذا الوزير الذي صنعته الصدفة دافع حديثه هو الخوف من شيء ما قادم وربما هو الخوف من فراق الكرسي الذي ما كان له أن يجلس عليه لولا المحاصصات التي أقعدت الفترة الانتقالية، فهو يدرك تماماً أن لا شارع يسنده ولا فرد يقف خلفه لذلك يعاني من فوبيا فراق السلطة التي لن يجد ريحها إن قامت إنتخابات.
إن الاساءة للقائد العام للقوات المسلحة إنما هي إساءة لكل منسوبي الجيش ضباط وصف وجنود وهي بمثابة الخيانة العظمى للوطن.
أي مفارقة وأي واقع ذاك الذي يريدنا أن نقارن بين قائد عام للقوات المسلحة يلتف حوله ضباطه وجنوده ويخوضون خلفه النار، وبين آخر لم يحتمل المتظاهرين في مسيرات الأمس مجرد رؤيته و رأيتم كيف يعزل الشارع و كيف يرفع فوق الرؤوس حقاً الشارع يكضب الغطاس.
الأكاذيب التي يطلقها هذا الرجل ليست من الوطنية ولا المروءة في شيء وما هي إلا فرفرة مذبوح، وسببها هو التوجس والخوف من العودة لمنصة التأسيس والخوف من الوفاق الوطني والتوجس من التحول الديمقراطي الحقيقي الذي لا يمكن أن تختار فيه الإنتخابات من لفظته المسيرات السلمية التلقائية هذا الوزير يريد أن يختزل كل الإخفاقات والخلافات وإنعدام مستقبله السياسي يختزله في الإساءة لرمز القوات المسلحة و قائدها العام و يالها من تجارة بوار.
العميد د.الطاهر ابوهاجة