كنت حاضراً عندما قال الأستاذ الصحفي ضياء الدين بلال وصيته الأخيرة للرئيس البشير : (أرجو أن تقود أنت التغيير قبل أن تكون أنت ذاتك هدفاً للتغيير) ..
لقد كانت وصية من ذهب ..محزن حقاً أنها كانت في الزمن الضائع وقد(قضت الدنيا غرضها) كما يردد الأستاذ الصحفي يوسف عبد المنان ..
ولأن الفريق البرهان لا يحبذ مقابلة الصحفيين فقد أضاع الرجل فرصة ذهبية لحوار مع قناة الجزيرة التي أرسلت قبل أيام الصحفي المتميز عثمان آي فرح لإدارة لقاء مباشر مع البرهان والذي وافق علي المقابلة وعندما وصل الفريق الصحفي للقناة إلي الخرطوم بناءاً علي موافقة مسبقة من مكتب البرهان تردد رئيس مجلس السيادة في الجلوس للحوار وتم تأجيل الحوار مرتين ..وفي الثالثة حزم تيم الجزيرة الصحفي أوراقه وكاميراته وغادر إلي الدوحة!!
الطريقة التي تعامل بها البرهان مع الموفد الخاص لقناة الجزيرة قبل أيام هي ذاتها الطريقة التي يتعامل بها القائد العام للقوات المسلحة السودانية مع مجريات وتسارع الأحداث الخطيرة بالسودان .. أحداث تتطلب من الرجل أن يكون شجاعاً ويتخذ قراراً يحفظ أمن البلاد من مخاطر مغامرات المخربين الذين يتوارون خلف رئيس وزراء فاشل حقق أرقاماً قياسية في الفشل ووضع إسمه ببراعة علي دفاتر موسوعة غينيس للأرقام القياسية ضمن أكثر المسؤولين فشلاً في وقتنا الراهن !!
عزيزي ضياء الدين بلال ..من يملك الشجاعة والجرأة ليقول للبرهان إنه في حال تردده وعجزه عن قرارات التغيير الصعبة والقاسية والخطيرة .. سيكون هو نفسه هدفاً للتغيير ..
وعاجز الرأي مضياع لفرصته .. حتي إذا ما فات أمرٌ ..عاتب القدرا !!
عبد الماجد عبد الحميد