ليفربول ومانشستر يونايتد.. كيف بدأ الصراع الكروي الشرس؟

تتجه أنظار محبي الساحرة المستديرة حول العالم إلى ملعب استاد “أولد ترافورد”، يوم الأحد، لمتابعة اللقاء المنتظر بين مانشستر يونايتد وليفربول، الذي يعد أحد أقوى مباريات “البريميرليغ” باختلاف الأزمنة والأسماء.

وستشهد قمة الجولة التاسعة من الدوري الإنجليزي الممتاز، مواجهة من نوع خاص، بين نجم ليفربول محمد صلاح والأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو.

ويدخل فريق الشياطين الحمر اللقاء برصيد 14 نقطة، محتلا المركز السادس بترتيب فرق الدوري الإنجليزي، بينما يحتل “الريدز” مركز الوصافة برصيد 18 نقطة.

ويدرك محبي كرة القدم جيدا أن الانتصار في موقعة اليونايتد وليفربول، يعد بطولة في حد ذاتها، لأن جمهور الفريقين لا يتقبل الهزيمة أمام الغريم التقليدي.

وبالعودة إلى الوراء، نكتشف كيف بدأ الصراع بين مانشستر يونايتد وليفربول.

بداية الصراع

وفقا لموقع “بي بي سي”، بدأ الصراع بين مدينتي ليفربول ومانشستر يونايتد على المستوى الاقتصادي خلال القرنين الـ 18 والـ 19، حيث لا تبتعد المدينتان عن بعضهما أكثر من 48 كيلو متر، وكانت مدينة ليفربول تمتلك أول ميناء إنجليزي للسفن، لتحتكر حركة الملاحة والتجارة بالإضافة إلى التفوق في صناعة النسيج.

في المقابل، نجحت مدينة مانشستر عقب اندلاع “الثورة الصناعية” في استقطاب المصانع، وبالأخص المتخصصة في صناعة النسيج.

ورغم ازدهار صناعة النسيج في مدينة مانشستر ومنافسة المدن المجاورة صناعيا، كان عدم احتواء المدينة على ميناء للسفن بمثابة عقبة في وجه هذه الصحوة الاقتصادية، خاصة أن ليفربول كانت تفرض ضرائب باهظة على عمليات استيراد المواد الخام اللازمة للعديد من الصناعات من خارج البلاد.

مع اشتداد الصراع بين المدينتين، لم يكن هناك مفر من إنشاء “قناة مانشستر للشحن البحري” عام 1894، للتخلص من تحكم “ميناء ليفربول” في حركة التجارة.

هذا القرار الصادم تسبب في تأثر اقتصاد مدينة ليفربول سلبيا وتجرع خسائر فادحة، وساد الفقر والبطالة في المدينة، وزاد غضب أهالي ليفربول تجاه سكان مانشستر.

بمرور الأعوام، امتد الصراع بين المدينتين على جميع المستويات، متجاوزا الحرب الاقتصادية، فليفربول تمتلك فرقة موسيقية مميزة مثل “البيتلز”، بينما مانشستر لديها “هابي مانديز”، و”ستون روزس”.

كما تفتخر المدينتان أيضا بالعمارة الرائعة والمعارض الفنية والمتاحف، فضلا عن المشاهد الاجتماعية المزدهرة.

وكان هناك تحسن في العلاقات على هذا المستوى في السنوات الأخيرة، حيث دعمت “مانشستر” طلب ليفربول للحصول على لقب عاصمة الثقافة الأوروبية في عام 2008.

وعد فيرغسون

رغم تواجد أكثر من ناد رياضي في مدينتي مانشستر وليفربول مثل إيفرتون ومانشستر سيتي، ساهم التفوق الكبير لفريقي “الشياطين الحمر” و”الريدز” على مستوى الألقاب الكبرى في جعلهما طرفي الصراع الكروي بين المدينتين.

وكان قرار نادي مانشستر يونايتد بتعيين المدرب الأسكتلندي أليكس فيرغسون على رأس الجهاز الفني للفريق بمثابة بداية أحد أبرز فصول هذا الصراع على الإطلاق.

مع تولي فيرغسون مهمته عام 1986، أوضح أن لديه حلم بإزاحة ليفربول من على عرشه، وكسر رقمه الخاص بعدد ألقاب الدوري الإنجليزي.

تصريحات فيرغسون آنذاك قابلتها موجة شديدة من السخرية، إذ كان فريق “الشياطين الحمر” لديه 7 ألقاب فقط على مستوى “البريميرليغ” مقابل 16 لقب للريدز.

ورغم البداية الصعبة لفيرغسون مع اليونايتد، تمكن المدرب الأسطوري من بناء فريق قوي توج به بطلا للدوري الإنجليزي عام 1993، وحقق الثنائية “دوري وكأس إنجلترا” موسم 1993-1994، وعاد وكررها في 1996، ودوري 1997، ثم 3 بطولات دوري متتالية أعوام 1999، و2000 و2001.

وبفضل الثلاثية التاريخية التي حققها عام 1999 “الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا”، منحته ملكة بريطانيا “إليزابيث الثانية” لقب “سير” وهو أرفع لقب يمكن أن يمنح لأي شخصية في البلاد.

وفي العام 2011، حقق السير أليكس فيرغسون حلمه الذي تحدث عنه منذ يومه الأول بالنادي الأحمر، حيث تُوج نادي مانشستر يونايتد بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الـ 19، أكثر من أي ناد إنجليزي آخر، وبالأخص أكثر من ليفربول.

ووسع اليونايتد الفارق مع ليفربول من حيث عدد ألقاب “البريميرليغ” عام 2013، بتتويجه باللقب الـ 20، والـ 13 تحت قيادة المخضرم فيرغسون.

ثورة كلوب

في العام 2015، قررت إدارة نادي ليفربول تعيين المدرب الألماني يورغن كلوب على رأس الجهاز الفني للريدز، ليبدأ كلوب “ثورة التصحيح” داخل جدران النادي العريق، من أجل إعادته إلى منصات التتويج مرة أخرى.

وقام كلوب ببناء فريق قوي ومتناغم يضم عددًا من اللاعبين المميزين مثل: محمد صلاح، وفان دايك، وساديو ماني.

وتمكن ليفربول للعودة إلى المنافسة المحلية والقارية بقوة محققا لقب الدوري الإنجليزي عام 2020، ليعود إلى خزائنه بعد غياب دام لأكثر من 30 عاما، بالإضافة إلى حصد لقب “أبطال أوروبا” عام 2019، والذي ابتعد عن خزائن “الريدز” لأكثر من 13 عاما.

رغم صعوبة المنافسة في الوقت الحالي، يملك كلوب فرصة لكسر رقم فيرغسون القياسي مع اليونايتد، ليكتب فصلا جديدا في الصراع الكروي بين الفريقين، والذي لن ينتهي أبدا.

سكاي نيوز

Exit mobile version