الغالي شقيفات يكتب : الوطن فوق الجميع

21أكتوبر 2021م

يعتزم اليوم الخميس عدد من جماهير الشعب السوداني وقواه السياسية والحزبية والمهنية الخروج في مظاهرات تطالب بالتحول الديمقراطي والانتقال المدني للسلطة, وآخرون يطالبون بهيكلة الحرية والتغيير والاحتفال بالذكرى 57 لثورة أكتوبر المجيدة وبينهم من لهم أغراض وأجندات, ومعلوم أن التظاهر السلمي حقٌ مكفولٌ بالدستور والقانون.

الحق في التظاهر والاحتجاج هو حقٌ من حقوق الإنسان ينبثق من عدة حقوق مُختلفة أساسية يتمتّع بها الإنسان, في حين لا يمنح أي قانون لحقوق الإنسان أو دستور وطني الحق المطلق في التظاهر، إلا أنّ هذا الحق قد يكون مظهرًا من مظاهر حرية التجمع وحرية التنظيم والحق في حرية التعبير. وستستمرُّ الاحتجاجات ويستمرُّ فرض القيود عليها من قِبل الحكومات أي يمنع الاعتداء والتخريب وإتلاف الممتلكات العامة, وهنا مطلوبٌ من قادة التظاهر توجيه المتظاهرين وحسم التفلتات والأعمال التخريبية وخاصة من المندسين وسط المتظاهرين وبلادنا الآن تمر بمنعطف خطير, إذا لم نستخدم الحكمة وضبط النفس وتوجيه الخطاب, فالجميع مطالب بالحفاظ على أمن الوطن ووحدته واستقراره والوطن فوق الجميع.

وقد أصدرت معظم القوى السياسية والحركات المسلحة نداءات للخروج اليوم الخميس, فيرى البعض أن المسيرة امتدادٌ لثورة ديسمبر المجيدة وتحقيق لشعاراتها المتمثلة في الحريات والسلام والعدل, وإن الخروج ليس من أجل الحرية والتغيير, بل من أجل التحوُّل الديمقراطي والمدنية, وآخرون يريدون تفويض العسكر لاستلام السلطة, إلا أنّ القاسم المُشترك بين كل الأطراف هو كراهيتهم لعودة الفلول وكوادر النظام البائد المتدثرة بالثورة والثورية, والشعب الآن يقول كلمته والشارع هو الفيصل, وعلينا المحافظة على الوطن وأمنه وتنميته واستقراره والعمل بكل جد حتى لا ينزلق إلى الفوضى والمجهول, وإن نعمة الأمن لا يشعر بها إلا من جرّب الحروب والتشرد, ولنعلم أن الأحقاد والضغائن لا تبني وطناً, وإن الكل سوف يدفع ثمن التفلت والانفلات, والخسارة تكون كبيرة سواء في الأرواح أو الممتلكات والاقتصاد وتوقف الإنتاج والاستثمار ونكون خسرنا وطننا والوطن هو الملاذ وهو فوق كل الأجندات السياسية والتكتيكات المرحلية والتكسب الشخصي والسياسي.

وإذا لم نحافظ على الوطن وانتصرت الأحقاد والغبن والمطامع والفهلوة فسوف يتصدّر وطننا نشرات الأخبار العالمية في الكوارث والقتل والتشريد والنزوح وتصبح مادة لمينشيتات الصحف ونشرات الأخبار.. نسأل الله تعالى أن يحفظ بلانا ويجنبها الفتن والمحن.

صحيفة الصيحة

Exit mobile version