هاجر سليمان تكتب: استسلم يا حمدوك

في أواخر عام ٢٠١٨م وفي شهر نوفمبر بالتحديد كنا في تلك الليلة نترقب خطاب البشير وكنا جميعاً قد تحلقنا حول شاشات تلفزيوناتنا كنا في انتظار خطاب البشير ونحن نتحرق شوقاً لأن نسمع عبارة واحدة وهي إعلان البشير لتنحيه عن السلطة، كان جل همنا في ذلك اليوم أن ينجلي البشير ويسلم السلطة لدماء حارة قادرة على الخروج بالبلاد إلى آفاق أرحب ولما كانت هذه أمنيتنا تفاجأنا بالبشير وقد خذلنا، فكان خذلاناً مابعده خذلان مسخ طعم الانتظار، وجاء خطابه محبطاً للجميع، وكان ذلك الخطاب المحبط والتمسك المفرط للبشير بالسلطة النواة للثورة التي انطلقت في ديسمبر وقادت لاعتصام القيادة الشهير والذي أريقت فيه الدماء وخرج الشعب منتصراً وانتصرت إرادته وأطيح بالبشير وذهب به إلى السجن.

تلك المقدمة الجميع يعرفها تماماً ولكننا قصدنا إيرادها في بداية زاويتنا من باب التذكير فالذكرى تنفع المؤمنين، ونحن بهذه نذكر حمدوك بما آل إليه البشير ونظامه حينما تمسكوا بالسلطة، ونحذرهم من التمسك بالكرسي والعناد الذي لن يقود حمدوك إلا الى كوبر وهنالك قد يجلس الزعيمان ويتجاذبان أطراف الحديث وربما سخر البشير وقال لحمدوك متهكماً لماذا لم تستجب قبل فوات الأوان وتنفذ بجلدك.

إن الموقف الآن بات مشابهاً لموقف البشير في خواتيم عهده نفس العناد ونفس التشدد مع الضرب بمصلحة الشعب عرض الحائط والتمسك بالسلطة من قبل فئة قليلة لاتمثل الشعب ولا تمثل طموحاته، فالشعب أقصى طموحه أن يعيش بسلام والسلام المقصود هنا يعني توفر الأمن والاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والعدالة الاجتماعية والقانونية والحق في الحرية دون انتهاك لحرية الغير مع توفر الأكل والشرب وكل هذا فشلت فيه حكومة حمدوك فشلاً ذريعاً في إيصال الشعب إليه، والمتابع للأحداث يجد أن الثورة حينما بدأت كان الدولار وقتها لايبارح الأربعين جنيهاً والآن الدولار تجاوز الأربعمائة والأربعين جنيهاً ، حينما سقطت حكومة البشير كان رطل اللبن عشرة جنيهات والآن الرطل بمائتي جنيه وهنالك إرهاصات لأن يصبح خمسمائة جنيه .

الآن رغم تصالحنا الدولي وانفتاحنا على المجتمعات الغربية إلا أنه حتى الآن مازال المواطن يعاني من انعدام أبسط مقومات الحياة ابتداءً من الكهرباء والمياه والأكل واحتياجات الحياة الضرورية وانعدام للأدوية المنقذة للحياة وارتفاع كلفتها بجانب التدهور والخراب الذي طال قطاع البنى التحتية ومؤسسات الدولة وآلياتها والخراب الذي طال العدالة وطال الأنظمة العدلية والنظامية وكل الجوانب، لذلك كان لابد من ثورة تطيح بهذه الحكومة شريطة أن تأتي حكومة تكنوقراط وكفاءات مدنية .

بات على حمدوك الآن الاستسلام والتسليم فليس أمامه سوى خيارين إما الخضوع لمطالب المعتصمين ممثلة في الإطاحة بأعضاء حكومته وعزل الولاة والموافقة على تشكيل حكومة جديدة أوالتنحي أما الخيار الثالث فهو الإطاحة بحمدوك وحكومته وإحالتهم إلى السجون وهذا أمر أعتقد أنه غير مقبول ومرفوض تماماً من قبل الشعب الداعم لحمدوك وحكومته، وهنا إن حدث هذا الخيار فإنه من المتوقع أن تضج الشوارع والطرقات بالمتظاهرين ووقتها سيصبح من المستحيل السيطرة على الشارع .

بصراحة الحكاية عايزة وزنة كده وووب وكده ووووبين

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version