برغم حبهم له .. الذهب يسرق سمعة النساء في السودان

الذهب في أشكاله وعياراته المختلفة يطلق عليه عدة ألقاب على المستوى المحلي منها (التبري والحيمور)، ولكن المعدن النفيس في الفترة الأخيرة سرق سمعة النساء في السودان بعدما أصبحت ستات الأيادي الناعمة أفضل وسيلة لتهريبه خارج البلاد، عبر حيل ماكرة وأساليب غريبة ومدهشة في نفس اللحظة..
وبدلاً من اقتناء النساء والسيدات للحلي الذهبية والتباهي بها في المناسبات المختلفة، باعتباره واحدة من أدوات الجمال الفاخرة وهو أمر سائد منذ قديم الزمان، أصبحت المرأة السودانية مهربة محترفة للذهب الذي تربطهم به علاقة حب وعشق أزلية لم يتقطع وصالها على مر التاريخ..

وتحول تهريب الذهب بواسطة النساء من ظاهرة قلقة، إلى قضية خطيرة لطخت سمعة النساء بعدما كانت(صاغ سليم) لا تعرف مثل هذه الجرائم التي تدر مالاً وفيراً، ولكنه قذر وملوث، ومع ذلك جذب النساء كان لمعان المال جذاباً أكثر من بريق الذهب، ونجح الأمن بمطار الخرطوم والموانئ البرية ضبط حالات تهريب ذهب متعددة، وعن طريق وسائل وأساليب مختلفة ماكرة ومدهشة على غرار تهريب سبائك في (كعب عالي) حذاء نسائي، وهي عملية مبتكرة ومختلفة عن الطرق التقليدية المعروفة عبر دس المعدن النفيس بين الأمتعة – الملابس النسائية – أدوات التجميل والحقائب الكبيرة والخاصة المحمولة على الأكتاف ، كما توجد نساء يرتدين كميات كبيرة من الذهب تفوق الحد المسموح به، وتعتبره استعمالاً شخصياً، وتعد الحالة الأخيرة لضبط امرأة مهربة هي الأغرب! عندما وضعت الذهب في منطقة حساسة وغير متوقعة..

هذا التهريب الماكر للجنس اللطيف دفع الإعلام لتناول القضية على مستوى الإذاعة والتلفزيون وكشف الأسباب والدوافع والجوانب النفسية، والأضرار التي تلحق بالاقتصاد السوداني وسمعة المرأة..
الأسبوع الماضي تناول برنامج (مافي مشكلة) على قناة النيل الأزرق خطورة استخدام النساء في تهريب الذهب عبر مطار الخرطوم وتأثيره على المرأة والاقتصاد والمجتمع، وقالت دكتورة “سارة أبو” الاختصاصية الاجتماعية : إن استخدام السيدات في تهريب الذهب فيه إهانة للمرأة وهو يشكل خطراً كبيراً على مستقبل المرأة وسمعتها إذا تم القبض عليها؛ لأن القانون يوقع عقوبات قاسية على المهربات، على اعتبارها قضية أمن دولة وتهدد الاقتصاد، واستغربت دكتورة “سارة” للعائد المادي الذي يعطى للمرأة المهربة، وقالت إنه لا يساوي شيئاً مع حجم الجرم والعقوبة مهما بلغ رقمه..

وأشار دكتور (الصادق محمد عبدالحليم) إلى التطور في أساليب تهريب الذهب باستخدام السيدات الذي وصل حد وضع الذهب في أماكن حساسة من جسم المرأة، وهذا له تأثيراته الخطيرة على صحة المرأة ، وطالب بتشديد العقوبات على المهربين ورفع مستوى التوعية وسط النساء وتحفيز رجال الأمن الذين يضبطون عمليات التهريب بما يتناسب
مع حجم المضبوط من الذهب..
ولم تمِل المرأة السودانية إلى الجريمة بشكل عام، ولكن الضائقة الاقتصادية ومشاهدة نماذج للتهريب عبر وسائل التواصل، البرامج التلفزيونية المتخصصة، ومطالعة مثل هذه الجرائم هو الذي مهد الطريق أمام بعض النساء للمغامرة من أجل الكسب المادي دون التحسب لخطورة الأمر..

علي الطاهر
صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version