ما حدث يوم ١٦ ويحدث الان يبين لك كيف حكم الكيزان الشعب السوداني تلاتين عام مضت … انها نظرية بسيطة جدا وهي جوع كلبك يتبعك ثم ارمي له قليلا من الفتات تضمن وفاءه……
_ حضرت اليوم كالعادة لإجراء عملياتي بمستشفي الخرطوم و كنت اعتبر أن المسيرة مدفوعة الأجر هي مجرد تهمة سياسية من الرافضين لخروجها …حتي التقيت أحد فني التخدير المشاركين في المسيرة والذي أقسم لي أنه استلم مبلغ خمسين ألف جنيه و جردل طحنية وباكتة ماء….. ثم اخرج المبلغ وحسبه امامي وأمام بقية الاصطاف… وهو في قمة الفرح و يأمل أن يطلع منهم بثمن ركشة إذا استمر الاعتصام لعدة أيام…. منظر السيدات و بعض الشباب و القصر وهم يحملون بكاتة ماء او اتنين وهم عائدون الي منازلهم يوضح مستوي الدناءة التي امتاز بها فلول المشاركين…
كانت أثمانهم متفاوتة بدرجة ملفتة للنظر و يبقي القاسم المشترك بينهم أنهم جميعا رخيصين و رخيصين جدا جدا … هناك مقولة جميلة جدا تقول (( العنده تمن رخيص )) مهما بالغ في قيمة الثمن ..
كانت اثمانهم تتراوح بين الف و ألفين وخمسة الف و خمسين ألف ومائة ألف وبعضهم كان ثمنه باكتة ماء او جردل طحنية أو سندويش طعمية …
كان السياسين موعودين بقبض اثمانهم مناصب سياسية وإدارية إذا تم الانقضاض علي الثورة…وهؤلاء عندي هم الأرخص لأن بعضهم باع مئات الآلاف من القتلي الذين ادعي النضال باسمهم….
__ كان العدد كبير وشد ما يؤلمني في هذا العدد أن يكون بين السودانين هذا الكم من الانتفاعيين و بائعي الضمير و تجار المواقف…..
أعتقد أن أي بروستيتوت كان موقفها في الحياة اشرف من هؤلاء الانزال… عديمي الضمير الذين ينادون ويهتفون ( الليلة ما بنرجع الا البيان يطلع ) و البيان تم إرجاءه الي ما بعد 21 اكتوبر … فهي التي تحدد مصير الثورة فلو كان عدد المشاركين قليل سوف ترتفع عقيرة المنادين بحكم العسكر إن كان هم اصلا قد تم استدعاؤهم بواسطة العساكر تحت شعار حبيبي اكتب لي وانا بدفع ليك ..
وهناك سيناريو يشابه السناريو المصري حيث يحدث تشابك بين الفلول و ثوار 21 اكتوبر و يعلن الجيش استلامه للسلطة الي حين قيام انتخابات يتم تزويرها لصالح جهات محددة …و هذا يعني حرب شوارع علي المدي القريب وإعلان دويلات علي المدي البعيد…
و تبقي ثلاثة أيام من 21اكتوبر.
دمتم سالمين
استشاري جراحة الكلي
صحيفة التحرير