المصارف و النظام المالي العالمي .. البنوك السودانية .. بعد سنوات من العزلة هل حان وقت الاندماج ..؟

أظهر بنك السودان المركزي حقيقة استلام عدد من التحويلات عبر الآيبان لعملاء بعض المصارف السودانية، وعسى بعد ذلك يثبت الأمر؛ بأن الآيبان أصبح في موضع وحيز الاستخدام دون أي عوائق أمامه، ربما هذا الأمر الذي أكدته الاختبارات مع منظمة سويفت، بجانب تأكيدها على إدراج السودان ضمن النشرة الشهرية لهم، إضافة إلى نشرات خاصة بالشركات المالية، لكن خبراء اقتصاديين يرون أن إدخال نظام الآيبان في النظام المصرفي السوداني خطوة مهمة من البنك المركزي لتمكين المصارف السودانية من التعامل عبر نظام سويفت للتحويلات المالية العالمية، لكن عزاء البعض بأن معظم المصارف السودانية لا تتمتع بالثقة المطلوبة لكي تقبل المصارف العالمية العمل معها بحكم افتقار معظمها لمطلوبات الثقة وفق المعايير العالمية.

27 مصرفاً
وكان بنك السودان المركزي، كشف عن استلام عدد من التحويلات عبر الآيبان لعملاء بعض المصارف، وأكد، في بيان صحفي، أنه أمر يثبت أن الآيبان معدٌ للاستخدام دون أي عوائق، وهو الأمر الذي أكدته الاختبارات مع منظمة سويفت وتأكيدها على إدراج السودان ضمن النشرة الشهرية لهم، بالإضافة إلى نشرات خاصة بالشركات المالية، وأعلن المركزي عن اجتياز 27 مصرفاً تجارياً اختبارات الآيبان؛ مما يمكنها من التعامل عبره لاستقبال وإرسال الحوالات من وإلى خارج السودان، وأشار إلى أنه تبقى11 مصرفاً حتى يمكن القول بأن جميع المصارف نفذت المشروع بنسبة نجاح 100%، وأوضح أن هذه المصارف المتبقية تعمل في تنفيذ الاختبارات الأخيرة لإنشاء ال (IBAN) والتي يترتب عليها تعديل صيغة أنظمتهم المصرفية وتعديل الحسابات ودمجها، منها مصارف تم إعادة الاختبار لأرقام الآيبان الخاصة بحساباتهم، وهي الآن في طور التعديلات، وأشار المركزي – في ذات البيان – إلى أن مزايا رقم الحساب المصرفي الدولي (IBAN) توحيد المعايير القياسية للحسابات المصرفية وزيادة فعالية العمليات المصرفية، والتوافق مع الأنظمة المصرفية الدولية، بحانب تسهيل عمليات تحويل الأموال بسرعة أكثر ودقة أعلى، وتكلفة أقل، بالإضافة إلى تسهيل معالجة المعاملات عابرة الحدود والمعاملات الداخلية وتبادل تفاصيل تعريف الحسابات بصورة قابلة للتحقق الآلي، ولفت إلى تسهيل عمليات التحقق من صحة رقم حساب المستفيد والمستفيد الحقيقي و الالتزام بمطلوبات ضوابط (AML/CFT) الرامية إلى تقليل تكلفة التحويلات الواردة والصادرة؛ خاصة مع الدول المطبقة التى تعمل بالآيبان وعددها 79 دولة (في حالة عدم استخدام الآيبان ترتفع تعرفة التحويل) نسبة لتقليل المعلومات والبيانات المطلوبة عند إجراء التحاويل.

انتهاج سياسة
وقال المركزي – في ذات البيان الذي صدر نهاية الأسبوع المنصرم – إنه باستخدام رقم الآيبان تختصر كل من بيانات المصرف، الفرع، نوع العملة، نوع الحساب ورقم حساب المستفيد التي من الطبيعي أن تعمل كلها على تقليل عمليات التدخل البشري وتلافي أخطاء إجراءات تحويل الأموال داخلياً وخارجياً، وأشار إلى تسهيل الربط مع النظم القومية واستخدام نظم المعالجة المباشرة لحسابات المستفيدين (STP)، وأعلن البنك المركزي عن انتهاجه سياسة تواصل مبسطة وسهلة الفهم وشفافة مع المواطنين من أجل تبصيرهم بشأن الأعمال التي يقوم بها من أجل ترقية وتطوير أداء الجهاز المصرفي حتى تستطيع المصارف الإسهام بشكل فاعل في توفير الخدمات الضرورية لجمهور العملاء، وكذلك تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية في السودان.

خطوة مهمة
بينما يرى المحلل الاقتصادي، الفاتح عثمان محجوب، أن إدخال نظام الآيبان في النظام المصرفي السوداني خطوة مهمة من البنك المركزي؛ لتمكين المصارف السودانية من التعامل عبر نظام سويفت للتحويلات المالية العالمية، وقال هذا ما يؤدي إلى تقليل تكلفة التحويلات لأنها تتم بشكل مباشر بين المصارف السودانية و نظيرتها في مختلف دول العالم، ويعتبر د. الفاتح أن الخطوة تجريبية لنظام الآيبان في النظام المصرفي غير مفيدة على أرض الواقع، وعزا ذلك لأن معظم المصارف السودانية لا تتمتع بالثقة المطلوبة لكي تقبل المصارف العالمية العمل معها بحكم افتقار معظمها لمطلوبات الثقة وفق المعايير العالمية مثل ضوابط بازل 1 وضوابط بازل 2 ووجود احتياطي من النقد الأجنبي في مصارف خارجية، وقال د. الفاتح ل(اليوم التالي) إن هذه أمور تحول دون انسياب التحويلات المصرفية من المصارف العالمية إلى المصارف السودانية والعكس كذلك، وأوضح أن هذه أشياء تتطلب من البنك المركزي التحرك لدمج المصارف التي لاتنطبق عليها شروط التعامل مع المصارف العالمية ومساعدة بقية المصارف على كيفية الوفاء بالمعايير العالمية حتى بالاستعانة ببيوت خبرة عالمية؛ لأن هذه المصارف قد تعودت إدارتها على العمل بمعزل عن النظام المصرفي الدولي وليست راغبة في تغيير طريقة عملها التي ترى أنها تعرفها وتتلاءم مع خبرة موظفيها.

حسابات مصرفية
وبحسب خبير إدارة الأزمات والتفاوض د. أمين إسماعيل مجذوب، فإن رقم الحساب المصرفي الدولي (IBAN)، هو مجرد نظام ترميز وترقيم دولي قياسي لا غير؛ للحسابات المصرفية للأفراد والشركات والمؤسسات طورته بنوك دول الاتحاد الأوروبي لتبسيط المعاملات التي تشتمل على حسابات مصرفية من بلدان أخرى خارج دول الاتحاد الأوروبي وكوسيلة أو نظام للتحقق من صحة تفاصيل المعاملات المصرفية الدولية، ممثلة في التحويلات والاعتمادات المستندية وخطابات الضمان وغيرها من المعاملات المصرفية المرتبطة بأنظمة الدفع.

هوية المدفوعات
وقال أمين ل(اليوم التالي) إن نظام ترقيم ال IBAN يبدأ برمز للبلد مكون من حرفين، ثم رقمي تحقق، متبوعاً بعدة أحرف أبجدية رقمية، موضحًا بأنه لا يعتبر بديلاً لرقم الحساب المصرفي الأصلي الخاص بالبنك ولا يلغيه، بل يتضمنه ضمن أرقام ال IBAN وذلك لأن الهدف منه هو فقط توفير معلومات إضافية تساعد في تحديد هوية المدفوعات الخارجية وتشتمل الأحرف الأبجدية والأرقام التي تصل إلى 35 رقم، الحساب المصرفي الأساسي هي البنك المركزي أو السلطة النقدية العليا .

فيما يقول الباحث الاقتصادي الدكتور، هيثم محمد فتحي، أن آيبان هو اختصار لمفهوم الرقم الدولي للحساب البنكي المبني على المواصفات الدولية الخاصة برقم الحساب البنكي الذي يحقق توحيداً دولياً متعارف عليه لطول وعدد خانات رقم الحساب، وتابع قائلاً هذا يجعل الأنظمة التقنية البنكية تتمكن من قراءة هذه الأرقام بيسر وسهولة، وأكد أنه تتم معالجة التحويلات المالية دون أخطاء مع السرعة في التنفيذ خلال مراحل تنفيذ التحويل المالي محلياً ودوليـا، واعتبر د.هيثم عبر حديثه ل(اليوم التالي) أن هذا مؤشر لاندماج النظام المصرفي السوداني في النظام المصرفي العالمي؛ الأمر الذي يعزز من كفاءة الخدمات البنكية المقدمة للعملاء ويحسن من أدائها ويختصر الفترة الزمنية للإجراءات التنفيذية لكل عملية تحويل، وأشار إلى أن (آيبان) تقنية وآلية حديثة للتخلص من سلبيات تفاوت عدد خانات أرقام الحسابات في القطاع المصرفي السوداني؛ بجانب أنها تعزز من كفاءة إجراءات التحويلات المالية التي تتم عبر الإنترنت من قبل العملاء.

الخرطوم : علي وقيع الله
صحيفة الصيحة

Exit mobile version