يوسف السندي يكتب: الواثق البرير

بصورة مفاجئة وعلى صفحته الرسمية بالفيسبوك نشر الأستاذ الواثق البرير الامين العام لحزب الامة القومي منشورا حرص على التذكير بأنه يمثل ( رأيه الشخصي ) في حل الأزمة السياسية الراهنة التي تواجه الحكومة الانتقالية، وهذا يعني أن هذا ليس رأي حزب الأمة القومي ولا مؤسساته، ملخص الحل في المنشور هو حل الحكومة بالكامل، حل مجلسي السيادة والوزارء بما فيهم ممثلي الحركات المسلحة، حل جميع حكومات الأقاليم والولايات وجميع الاجهزة القومية، وتكوين حكومة كفاءات وطنية تعد لانتخابات عامة في يناير ٢٠٢٤.

هذا الحل يشبه ما ينادي به بعض الثوار، الذين ظلوا يطالبون بتكوين حكومة كفاءات وطنية ذات أسس محددة، تنتهي بقيام الانتخابات، مع بعض الاختلافات بين الطرفين.

هذا الحل لن يعجب مجموعة مؤتمر قاعة الصداقة فهو يجرد مناوي وجبريل واردول وعسكوري من مناصبهم ويسلمها إلى كفاءات غير مسيسة، كما أنه لن يعجب المكنكشين من الجانب الآخر في وظائف الوزارات والمجلس السيادي، وقد يفتح حوار داخل الجيش من أجل اختيار قادة جدد بدلا عن ممثليهم الحاليين في المجلس السيادي.

كانما البرير في منشوره المعلن هذا يرد على البرهان الذي طالب بحل الحكومة بالقول: اذا كنت تريد الحل فليكون حلا شاملا للجميع.

ما يعاب على هذا الحل انه استخدم نفس لغة البرهان وهي فتح الباب للنقاش حول ( حل الحكومة)، صحيح أن الحكومة تواجه انسدادا في الافق، وعراقيل متعددة، ولكن السؤال المهم هو من الذي أغلق هذا الأفق ووضع العراقيل؟ الإجابة واضحة، المكون العسكري هو من فعل ذلك. ولماذا فعل ذلك؟ ببساطة لانه لا يريد تسليم رئاسة مجلس السيادة للمدنيين.

لو أعاد الأستاذ الواثق البرير النظر إلى جوهر الأزمة اعلاه، سيصل إلى أن مجرد الحديث عن حل الحكومة ولو بصيغة الحل الشامل، هو استجابة لتكتيك المكون العسكري، ووقوع في الفخ الذي رسمه، والذي يقتضي تحويل القضية من رأي فردي خاص بالبرهان إلى رأي عام.

مطالبة البرهان بحل الحكومة جرت عليه إدانات داخلية وخارجية، واعتبره الثوار انقلابا، وواجهوه بغضب عظيم سيتنامى حتى يفجر الأرض زلزالا في مليونية ٢١ اكتوبر، لذلك دعم هذا الخط الثوري مفيد لحركة الانتقال نحو الدولة المدنية ومهدد عظيم لكل الانقلابيين، وبالتالي استخدام الأستاذ الواثق البرير مفردة حل الحكومة ونقاشها علنا سيخرج البرهان من هذه الدائرة التي تضيق عليه قليلا قليلا، ويحول النقاش من الرفض المطلق لحل الحكومة واعتبار قائلة انقلابي، إلى نقاش حول كيفية حل الحكومة، هل هو جزئي ام شامل، يشمل السيادي ام لا، يشمل ممثلي اتفاق سلام جوبا ام لا.

الحكومة الراهنة جاء بها الشارع وبتضحيات عظيمة، وهو فقط من يحق له سحب الاعتراف بها، هذا ما يجب أن يؤمن به أعضاء قحت، وأن يدافعوا عنه حتى الرمق الاخير، أو حتى يفوزوا باحدي الحسنيين، أن يعيشوا كراما في دولة مدنية أو يموتوا شهداءا من أجل المدنية.

يوسف السندي

صحيفة التحرير

Exit mobile version