للعطر افتضاح
د. مزمل ابو القاسم
* كتب الزميل الصديق الطاهر ساتي مقالاً عن تسول الأندية والمنتخبات السودانية للملاعب، بعد أن أصدر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم قراراً صادماً، قضى بحظر ملاعب السودان من استضافة المباريات الدولية بسبب افتقارها إلى المواصفات المطلوبة.
* حمّل الطاهر المهندسة ولاء البوشي وزيرة الشباب والرياضة السابقة مسؤولية الحظر، بادعاء أنها رفضت تبني مجلس السيادة لملف تأهيل الملاعب، والحقيقة أن البوشي لا تتحمل وزر الإهانة التي لحقت بالرياضة السودانية، وأن اعتراضها على القرار كان مسبباً، لجهة أن اتحاد الكرة تخطاها ولجأ إلى أعلى سلطة في الدولة بطريقة تكشف عن عدم احترام الاتحاد للمؤسسات المسؤولة على النشاط.
* الحظر الدولي يتحمل مسؤوليته اتحاد الكرة، وليس ولاء البوشي، لأن الاتحاد الزاخر بالفساد تلقى أكثر من ستة ملايين دولار دعماً من الاتحاد الدولي لكرة القدم عبر مشروع التطوير، ولم ينفق أي مليم منها على تحسين بيئة الملاعب السودانية، حتى تم حظرها.
* عندما تم انتخاب هذا الاتحاد عبر واحدة من أفسد العمليات الانتخابية في تاريخ الرياضة السودانية كانت لدينا ستة ملاعب مؤهلة لاستضافة المباريات الدولية، في الخرطوم والمريخ والهلال وشندي ومروي والأبيض.
* خلال أقل من أربع سنوات خرجت الاستادات الستة عن نطاق الخدمة تباعاً بسبب الإهمال، ولأن الاتحاد الذي أتى بتدخلٍ سياسي سافر من أمانة الشباب التابعة لحزب المؤتمر الوطني وجهاز الأمن أهدر أمواله على النثريات والاجتماعات والسفريات الدولارية، وتفنن في إنفاق أموال اللعبة على المحاسيب والأقارب.
* كان مدخلهم فاسداً، وعبر انتخابات عامرة بالرشى، أدارها الحزب المحلول واستخدم فيها كل نفوذه، ليفرض مجموعةً تنتمي إليه، وكانت المحصلة دماراً يصعب وصفه.
* تبلغ الميزانية المعتمدة لمشروع التطوير في الفيفا أكثر من سبعمائة مليون دولار، ووصل مجموع المبالغ المتاحة للاتحاد السوداني (في الفترة من 2016 وحتى 2022) أحد عشر مليوناً وأربعمائة خمسة وأربعين ألف دولار أمريكي، بينما بلغت قيمة التمويل المعتمد قرابة ستة ملايين دولار.
* لأن الاتحاد السوداني (المتواضع في كل شيء) اكتفى بتقديم مشروعين اثنين فقط للفيفا، فقد نال مليوناً وخمسة وعشرين ألف دولار فقط في العام الماضي، لتتبقى له ثلاثة ملايين ومائتان وخمسة وعشرين ألف دولار، تم حجزها بسبب تجاوزات مالية رصدها الفيفا في الاتحاد السوداني.
* تستبين المفارقة عندما تحدث المقارنة بين اتحادنا الفاسد واتحاد جنوب السودان حديث النشأة، إذ يتساوى الاتحادان في المبالغ المخصصة لكل منهما (11 مليوناً وأربعمائة خمسة وأربعين ألف دولار أمريكي)!
* اعتمد الفيفا تمويلاً بقيمة تسعة ملايين وسبعمائة خمسة وأربعين دولار لاتحاد الجنوب، وتولى إعادة تأهيل إستاد جوبا، بتمويل قيمته أربعة ملايين ومائتان وخمسين ألف دولار.
* سحب اتحاد الجنوب كل المبلغ المعتمد له حالياً (بنسبة 100%) ولم يتبقَّ له أي سنت بطرف الفيفا، بينما اقتصرت نسبة سحب الاتحاد السوداني لأمواله على 24% فقط!
* حدث ذلك مع أن كل المطلوب من اتحادنا الفاشل الفاسد أن يقدم مقترحاً مدروساً لأي مشروع يتعلق بتطوير كرة القدم (بما في ذلك تأهيل الإستادات)، وإرفاق دراسات معتمدة لها، وتحديد قيمتها بالتفصيل.
* ملايين الدولارات كان بمقدور الاتحاد السوداني أن يصل إليها بمنتهى السهولة، كي يستخدمها في تطوير اللعبة وتأهيل بنياتها الأساسية، لكنه لم يفعل، بسبب ضعف الكفاءة وانعدام الخبرة وتفشي الفساد.
* لو حدث الحظر في أي دولة أخرى لتمت إقالة قادة الاتحاد بأمر الجمعية العمومية، ولتعرضوا إلى المحاسبة من الدولة، لكن وزير الرياضة الحالي يوسف آدم الضي لا يجد حرجاً في التعامل مع الفلول الفاسدين الذين يسيطرون على الاتحاد، ولا يحاسبهم على فشلهم، سيما وأنهم يحجزون مقعداً لممثل وزارته أو مدير مكتبه في كل رحلة لمنتخب تخصص في احتكار المركز (الطيش).. في كل البطولات.
* ضلت أموال الدعم الدولاري طريقها إلى جيوب أفراد، بمن فيهم زوجة رئيس الاتحاد التي تمتطي سيارة مملوكة للاتحاد لأكثر من عشر سنوات، وتستخدمها في مشاويرها الشخصية، ففقد الاتحاد ما تبقى لديه عند الفيفا وحُظرت إستاداتنا دولياً، وتم إلقاء اللوم على البوشي.. المفترى عليها.
صحيفة اليوم التالي