حوار مع الرئيس

[ALIGN=CENTER]حوار مع الرئيس!! [/ALIGN] تتجه الأنظار نحو لقاء مرتقب ترتب له وزارة الإعلام، يجمع السيد الرئيس بالصحفيين، بعد ان اظهرت الصحافة حسا وطنيا عاليا وقدرا كبيرا من المسؤولية والمهنية الرفيعة خلال الفترة الماضية التى اعقبت قرار المحكمة الجنائية الدولية، واتسمت اخبارها وتعليقاتها بالحصافة والحكمة والتزام النهج الموضوعى الذى يحقق الكرامة الوطنية وينأى بالبلاد عن التشرذم والصراعات ويؤدى لبسط السلام العادل فى كافة ربوع البلاد وعلى رأسها اقليم دارفور العزيز والغالى علينا جميعا، وإنصاف اهله ومواطنيه الذين انهكتهم الصراعات وحياة النزوح واللجوء، وقد حان الوقت ليعودوا الى حياتهم الطبيعية، معززين مكرمين مرفوعى الرأس ويشاركوا فى بناء ونهضة وطنهم ومجتمعاتهم بكل رضاء نفس وصفاء نية وحماس واخلاص، وهم اهل لكل هذه الصفات الحميدة التى عرفوا بها على مر التاريخ والعصور، وتشهد عليها حضارتهم التليدة.
* ما من احد تابع الصحافة الوطنية، وهى تتعامل مع كافة القضايا وعلى رأسها أزمة دارفور، الجرح النازف فى ضميرنا، إلا وأحس بالروح الوطنية الخالصة تبرز من بين ثنايا كل حرف وكلمة وعبارة وخبر وتعليق وتحليل، ومقالة وجدت طريقها الى القارئ الكريم، وحتى اكثرها قسوة وانتقادا للاداء الحكومى لم تخل من حس وطنى عال وحسن تقدير للامور وتفهم كبير للظروف التى تتطلب التعاطى مع معظم القضايا بتجرد ومسوؤولية كبيرة تستهدف تحقيق التماسك وجمع الصف الوطنى وحماية مقدسات البلاد وعلى رأسها السيادة الوطنية والعدل والحياة الكريمة للمواطنين، مما أكسب الصحافة والصحافيين احترام وثقة الاغلبية.
* ولم تشذ الحكومة عن اجماع الناس على حسن اداء الصحافة، والدليل على ذلك ان المؤتمرات واللقاءات الحكومية على ارفع المستويات، ظلت على الدوام تسعى لضمان دعوة ووجود اكثر الصحافيين واصحاب الرأى انتقادا للحكومة، بل حتى من يصنفهم البعض فى خانة المعارضة والعداوة للحكومة، كانوا وما زالوا أول من تصلهم الدعوات والمكالمات الهاتفية لحضور اللقاءات الحكومية بدون ان يطلب منهم احد ان يلونوا مواقفهم او يملى عليهم رأيا معينا، وكانوا وما زالوا مكان الاحترام والتقدير من معظم المسؤولين ومحل ثقتهم والاستماع بإصغاء شديد لآرائهم برغم مواقفهم الصلبة تجاه الاخطاء واوجه القصور الحكومية، ولا بد هنا ان اذكر ان بعض غلاة المناوئين للحكومة فى الرأى يحتفظون بعلاقات صداقة وود مع الكثير من المسؤولين، على طريقتنا السودانية المعروفة التى لا تخلط بين الخاص والعام، وتحفظ لكل شأن مقامه ومقاله، وهى ميزة ينفرد بها السودانيون وحدهم ولا توجد فى اى شعب آخر!!
* نتطلع بكل حماس وقلب مفتوح واحساس مرهف بالقضايا الوطنية وهموم الوطن والمواطنين، للقاء الأخ الرئيس، نتبادل معه الآراء والهموم والافكار والشجون ونسعى سويا لوطن معزز مكرم، يعيش فيه الجميع سواسية كأسنان المشط، ويتمتعون بالسلام والوئام والمحبة، وينعمون بتنوع الثقافة والفكر والرأى واللون والعرق. هذا التنوع الذى انعم الله به علينا لنتعارف ونتصالح ونتحابب، لا لنتصارع ونتربص ببعضنا البعض، ولنا فى كتاب الله الدليل والبرهان!

drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: 1200 2009-03-16

Exit mobile version