مزمل ابو القاسم يكتب: أسير الكلمة

للعطر افتضاح
د. مزمل أبو القاسم
* ببزوغ شمس هذا اليوم يُكمل الزميل الصحافي عطاف عبد الوهاب زهاء أسبوعين مُصفَّداً في عهد حكومة (الحرية والتغيير).. حكومة السلام والعدالة، التي ترى في صحافي أعزل خطراً داهماً على نظامها الدستوري، وتتهمه بشن الحرب على الدولة.
* صمت رئيس الوزراء عن مناشداتنا المتتالية له لإنصاف عطاف، ورفض أن يرد بتحرير الأسير، حتى بعد أن ذكرَّناه بتعهداته التي ألقاها أمام اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للأمم المتحدة، ووعد فيها بأن لا يتعرَّض أي صحافي في السودان الجديد إلى القمع أو السجن.
* مِثل د. حمدوك.. صمت محمد الفكي سليمان، عضو مجلس السيادة عن اعتقال (زميلٍ) له، رماه حظه العاثر في طريق من يَرَوْن في الصحافة والصحافيين خطراً داهماً ينبغي تحجيمه بالبلاغات والحراسات.
* ود الفكي مسئول قبل غيره عن استمرار حبس عطاف، لجهة أن المعتقل في الأصل صحافي مثله، ولأن ملاحقة الزميل المُكَّبل بدأتها لجنة إزالة التمكين التي يقودها ود الفكي نفسه.
* كيف يقبل صحافي لصحافي مثله أن يُعامل بتلك الطريقة القاسية؟
* كيف سينظر ود الفكي في وجه زميله بعد أن يخرج من محبسه، وكيف سيبرر له ما فعلته به لجنة الظلم والتشفي؟
* بل كيف سيبرر توجيه تهمتي تقويض النظام الدستوري وإثارة الحرب ضد الدولة لصحافي أعزل لم يحمل سلاحاً في حياته؟
* أيهما يقوض النظام الدستوري ويشن الحرب ضد الدولة، عطاف الذي لم يفعل أكثر من التدوين على حوائط الواتساب والفيسبوك، أم ود الفكي ورفاقه الذين يدوسون على الوثيقة الدستورية بأحذيتهم الغليظة، وينتهكون وثيقة الحريات والحقوق، ويحرمون المتهمين من أبسط حقوقهم القانونية والدستورية؟
* زعم وجدي صالح في مؤتمر صحافي للجنة إزالة التمكين أن عطاف محبوس بتهمةٍ لا صلة لها بالنشر، فهلا وضّح لنا ماذا فعل؟
* هل سرق دبابةً أو صاروخاً أو مدفعاً واستخدمها في محاربة الدولة؟ هل شارك في انقلاب عسكري استهدف به سلب (القراقيش الجدد) سلطتهم الظالمة الغاشمة المستبدة؟
* ماذا فعل بخلاف انتقاده للحزب الذي ينتمي إليه وجدي صالح؟
* نريد من مولانا مبارك محمود، النائب العام المكلف أن يتكرم بتوضيح ملابسات اعتقال عطاف.. ما الجريرة التي استدعت رمي صحافي في الزنازين، وإلزامه بالنوم على البلاط وهو مريض، يعاني آلام الغضروف؟
* هل يعلم مولانا مبارك أن الزميل عبد المنعم سليمان، المحسوب من داعمي الحكومة الحالية تم توقيفه في المطار، وحظي بزيارة كريمة من وكيل نيابةٍ، حرص على البقاء مع بيجو في قسم شرطة التحقيقات الجنائية بالخرطوم بحري حتى لحظة إطلاق سراحه في اليوم نفسه؟
* لماذا لا يتمتع عطاف بما يحظى به بيجو؟
* ألا يفترض في المواطنين أنهم سواسية أمام القانون؟
* لماذا ذهب بيجو إلى أهله يتمطى وبقي عطاف محبوساً وذليلاً ومهاناً؟
* لماذا اختص وكيل النيابة المذكور بيجو بكريم عنايته، ولم يزر مزمل والطاهر ساتي وضياء الدين بلال الذين تم توقيفهم قبل عطاف؟
* يقبع زميلنا عليلاً ذليلاً في حراسة متسخة وضيقة وسيئة التهوية في قسم للشرطة بمدينة الخرطوم بحري، ويقبع معه في الحراسة نفسها مالك الشركة الصينية الذي تعرض مع زوجته إلى الابتزاز والسرقة من بعض البلاطجة الجدد، إثر أمر قبض أصدره وكيل نيابة كان يعمل مع لجنة إزالة التمكين.. فهل تمثل تلك الممارسات الشائهة الحرية التي هتف بها شهداء الثورة؟
* ينبغي على من يتحدثون مستنكرين التعدي على الوثيقة الدستورية حباً في المناصب، وسعياً لضمان رئاسة مجلس السيادة أن يتذكروا ما يحدث لعطاف والصيني المحبوس رفقته، ولمئات المتهمين الذين صفدتهم اللجنة، وتعرضوا إلى الظلم والترهيب والابتزاز وسلبت منهم أموالهم وممتلكاتهم بغير حق.
* أتلك هي الحرية والديمقراطية والعدالة التي وعدتم بها أهل السودان؟
* (إنما أهلك الذين من قبلكم).. الحرية لعطاف، والعار لأعداء الكلمة والصحافة الحرة.

صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version