تواجه الكثير من الأسر أوضاعاً بالغة الصعوبة مع انطلاق العام الدراسي، وارتفاع رسوم المدارس الخاصة إلى أرقام فلكية، مما أربك الكثير من الأسر التي لجأت بعضها إلى نقل أبنائها إلى المدارس الحكومية.
واقع مرير
عدد كبير من أولياء أمور التلاميذ أكدوا أنهم يكابدون ويجاهدون من أجل تعليم أبنائهم، إلا أنهم أصطدموا بواقع مرير فوق طاقتهم، مشيرين إلى أن أصحاب المدارس الخاصة تمردوا على قرارات وزارة التربية والتعليم، ووضعوا مصلحتهم المادية في المقدمة، وعدم الاكتراث للمواطن المغلوب على أمره، مع عدم وجود أي مساعدات لتخفيف العبء.
دخل محدود
وتحدث عدد من الموظفين ذوي الدخل المحدود عن معاناتهم وعدم قدرتهم على دفع تلك الرسوم العالية خاصة أن الفرد الواحد لديه ما لا يقل عن اثنين أو ثلاثة طلاب في مراحل مختلفة لا يستطيعون تسديد رسومهم حتى بالتقسيط، وطالب بعضهم الجهات المسؤولة بضبط فوضى المدارس الخاصة، وامتلاك زمام الأمر والضغط على المواطن ووضعه في خيارات صعبة.
مدارس أجنبية
فنانة معروفة أكدت أنها سددت مؤخراً الرسوم الدراسية لابنتها التي تدرس بمرحلة الأساس بإحدى المدارس الأجنبية بأمدرمان هذا العام، بمبلغ قدره مليار ومائتين ، موضحة (الزيادة التي تم فرضها غير مقنعة نهائياً، ومنهكة مادياً، لكنني مضطرة لدفعها حتى تجد ابنتي بيئة مناسبة للدراسة واهتماماً أكبر قد لا نجده في المدارس الحكومية.
خيارات صعبة
الأستاذ الجامعي، حامد فضل المولى، أب لخمسة طلاب يدرسون في مراحل دراسية مختلفة ما بين الأساس والثانوي، جميعهم كانوا في مدارس خاصة، إلا أنه هذا العام قام بنقل الأربعة لمدارس حكومية، وترك واحداً يجلس لامتحان الشهادة الثانوية هذا العام، موضحاً: (كان هناك دعم ومساعدات تصلني من بعض المنظمات لتسديد الرسوم، إلا أنها انقطعت مؤخراً، ولم يكن هناك حل آخر، بعد أن بلغت رسوم العام الدراسي هذا العام مبلغ مائة وخمسين ألفاً وهو أمر فوق طاقتي).
حل اضطراري
إعلامية معروفة، اضطرت هذا العام لنقل اثنين من أبنائها من التعليم الخاص إلى الحكومي، نسبة للزيادة الكبيرة في رسوم الدراسة هذا العام، مشيرة إلى أنها وزوجها أصبحا غير قادرين على تسديد تلك الرسوم التي أصبحت فوق طاقتهم، بعد أن بلغت مائتي ألف جنيه للطالب الواحد، مع عدم وجود أي دعم من منظمات المجتمع المدني، مع إصرار المدرسة على دفع المبلغ كاملاً ، وعدم قبول أي عذر.
وطالب الكثيرون من أولياء الأمور الجهات المعنية بالأمر بسرعة حسم فوضى المدارس الخاصة، ويرون أن الأمر يتعلق بمستقبل أولادهم الطلاب، مشيرين إلى أن أغلبهم قد يذهب إلى الشارع، بسبب تعثر أسرهم في سداد الرسوم الدراسية.
الخرطوم: محاسن أحمد عبد الله
صحيفة السوداني