تحقيقات وتقارير

أضواء على المحاولة الانقلابية .. فصول المؤامرة على الثورة .. المسرح يسدل أستاره على مشهد الخذلان !!

مساء الإثنين نام السودانيون على بقايا الأحاديث المكرورة عن إغلاق الشرق وعلاقة الناظر ترك مع أجندة الفلول، وعن حالة البيات القسري التي دخلت فيها قوى الثورة التي كانت تحكم الشوارع، وعن غياب الأمن وحكايات “تسعة طويلة”، وعن الأيادي الخفية التي تقف وراء قطع التيار الكهربائي لأكثر من عامين، وعن ضعف المكون المدني في الحكومة، وعن تقاعس مريب للمكون العسكري والأجهزة النظامية عن أدوارهم في حفظ الأمن وفرض هيبة القانون، ولكن فجر الثلاثاء، استيقظ السودانيون على حزمة أخبار تضج بها القنوات والإذاعات ومنصات التواصل الاجتماعي، تحدثهم عن محاولة انقلابية كادت أن تسيطر على الكباري والتلفزيون، وأوشكت على تلاوة بيان عسكري ينهي الفترة الانتقالية ويكتب آخر فصول الثورة السودانية التي ملأت الدنيا وشغلت الناس، بيد أن شعب السودان الذي صقلته التجارب وأنضجت عوده المعارك، لم يفزع ولم يهرع للشوارع خوفاً من نجاح الانقلاب ، لكنه على الفور أجزم بعدم قدرة “الانقلابيين” للعودة للمشهد على ظهر “دبابة”، أو هكذا استقبل الناس أنباء المحاولة الانقلابية ، بينما كانت لجان المقاومة والكتلة الثورية الحية، ترسل إشاراتها من البعد بأنها مستيقظة تراقب عن كثب كل سيناريوهات “الفلول” والقوى المتواطئة معهم، وأنها لن تسمح لهم بالعودة للسلطة سواء عن طريق انقلاب أو أية وسيلة أخرى مهما كان حجم التضحيات التي تنتظرهم.

(1) قوى الثورة في خط المواجهة مع “الفلول”
رهان على هيكلة القوات النظامية وتفكيك بنية التمكين
* محاولة تقويض الانتقال أوضحت مما لا لبس فيه ضرورة استعجال هيكلة وتنظيف القوات المسلحة من الفلول والانقلابيين
* البعث: الانقلاب الفاشل يذكر كل قوى انتفاضة ديسمبر المجيدة ، بأن طريق الانتقال ليس ممهدا وأن قوى الردة المضادة لن تستسلم بسهولة مما يستوجب الحزم

حلقات التآمر :
جدد حزب البعث العربي الاشتراكي رفضه للانقلابات ورأى حلقات المؤامرة التي تدور الآن في شرق البلاد بقيادة فلول النظام المباد وإغلاق الطرق الرئيسية وخلق شلل تام وعزل الشرق وإغلاق الموانئ بهدف تجويع الناس وتركيع الثوار وفتح الباب أمام فلول النظام المباد والطامعيين من الذين ليس لهم كسب في الثورة.

صناعة الفوضى :
وقال حزب البعث في بيان له تابعت جماهير الشعب السوداني خلال الأيام الماضية الترتيب المحكم لصناعة الفوضى من الجهات التي تتربص بثورة ديسمبر المجيدة ومحاولة الانقضاض عليها بعد أن فشلت في تسويق فشل الفترة الانتقالية وخنقها اقتصادياً بالدخول للسوق والعمل في المضاربات وزيادة معدلات للتهريب للسلع الاستراتيجية والضرورية، واعتبر أن ما حدث صباح أمس من محاولة انقلابية فاشلة يفضح وبوضوح المخطط الذي كانت تدور حلقاته في الأيام الماضية ولعل ما حدث لم ولن يكن نهاية فصول المؤامرة التي تحاك ضد ثورة ديسمبر المجيدة

استعجال هيكلة القوات النظامية :
وأردف إن محاولة تقويض الإنتقال التي حدثت امس أوضحت مما لا لبس فيه ضرورة إستعجال هيكلة وتنظيف القوات المسلحة من الفلول والانقلابيين و ضرورة حسم المتواطئين مع النظام البائد لذلك يدعو تجمع المهنيين السودانيين جماهير الشعب السوداني كافه في الأقاليم والمدن المختلفه إلى حماية الانتقال الديمقراطي و التصدي لمحاولات الانقلاب على الثوره وضرورة وحدة الصف الثوري لمواجهة المؤامرة وقطع الطريق أمام العسكر وفلول النظام البائد. وذكر حزب البعث ” مثلما كان متوقعا، من قبل قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، ومن قبل طلائع وقوي الانتفاضة والتغيير الممسكة بجمرة القضية، فقد أقدمت فلول النظام المقبور، على تنفيذ محاولة انقلابية، ظلت موضوع رصد الرأي العام لوقت غير قصير. ولم يكن مستغربًا إقدام فلول النظام البائد على حماقة الإنقلاب الفاشل الذى نفذوه فجر أمس ، بعد حراك واسع على طول البلاد و عرضها، تحت لافتات القبيلة و الجهوية و تعطيل عجلة الإقتصاد، وإحتجاجات فوضوية، ترافق كل ذلك مع ترويج إعلامي واكاذيب وتلفيقات كثيفة تهيئ الرأى العام لحدوث انقلاب عسكري على السلطة الإنتقالية.

فشل بسرعة الضوء:
وسخر حزب البعث من اتهامه بالمشاركة في الانقلاب وزاد ” إن تهيؤات واكاذيب الانقلاب شملت إقحام حزب البعث العربي الاشتراكي، في التخطيط لتلك المحاولة الفاشلة وباعادة لسناريو انقلابهم المشئوم في يونيو 1989. وقال البيان : كما توقع الرفيق القائد، علي الريح السنهوري، قبل أكثر من أسبوع فشل اي محاولة انقلابية على الحكم الانتقالي بسرعة الضوء، فقد خاب فال الانقلابيين، وخاب مسعاهم، تلاحقهم لعنة الشعب، وطلائعه الثورية. وتابع لم نستغرب هذه المؤامرة على الإنتقال الديمقراطى، لأن نفس السيناريو كان قد مورس قبيل إنقلاب جماعة الاتجار الديني على الديموقرطية الثالثة فى ٣٠ يونيو ١٩٨٩م المشؤوم ، و كأنهم لم يتعلموا من دروس الأمس التي كلفت السودان ما كلفت من دمار و خراب. وأكد حزب البعث إن الإنقلاب الفاشل يذكر كل قوى انتفاضة ديسمبر المجيدة ، بأن طريق الانتقال ليس ممهدا وأن قوى الردة المضادة لن تستسلم بسهولة مما يستوجب الحزم والجدية وتماسك الصف الوطني حتى بلوغ كامل الأهداف الثورية للانتفاضة، وفاءا لتضحيات الشعب الجسام و صبره النبيل. وادان حزب البعث العربي الاشتراكي، ما وصفها بالحلقة الشريرة التآمر على الانتقال، و محاولات اقحام اسمه في تلك المحاولة البائسة، ودعا كافة جماهير الشعب اليقظة في مواجهة المؤامرات، التي تستهدف وحدة البلاد وسيادتها، متسلحة بالوعي في مواجهة حملات التضليل والمعلومات الكاذبة والملفقة، وطالبها بأن تعتصم بخندق الثورة الواحد، صمام أمان الانتقال الكامل للديموقراطية والحكم المدني والتنمية المتوازنة والعدالة وتصفية بنية التمكيك والفساد في كافة مرافق الدولة المدنية والعسكرية ،مع ضروة اطلاع الراي العام علي نتائج التحقيق وتقديم المتورطين في الانقلاب الي المحاكمة الفورية .

محاولات الانقضاض
أما تجمع المهنيين، قال في بيان له أمس تابعت جماهير الشعب السوداني خلال الأيام الماضية الترتيب المحكم لصناعة الفوضى من الجهات التي تتربص بثورة ديسمبر المجيدة ومحاولة الانقضاض عليها بعد أن فشلت في تسويق فشل الفترة الانتقالية وخنقها اقتصادياً بالدخول للسوق والعمل في المضاربات وزيادة معدلات للتهريب للسلع الاستراتيجية والضرورية، وأردف إن حلقات المؤامرة التي تدور الآن في شرق البلاد بقيادة فلول النظام المباد وإغلاق الطرق الرئيسية وخلق شلل تام وعزل الشرق وإغلاق الموانئ بهدف تجويع الناس وتركيع الثوار وفتح الباب أمام فلول النظام المباد والطامعيين من الذين ليس لهم كسب في الثورة، واعتبر أن ما حدث صباح أمس من محاولة انقلابية فاشلة يفضح وبوضوح المخطط الذي كانت تدور حلقاته في الأيام الماضية وذكر لعل ما حدث لم ولن يكن نهاية فصول المؤامرة التي تحاك ضد ثورة ديسمبر المجيدة، وأكد إن محاولة تقويض الإنتقال أوضحت مما لا لبس فيه ضرورة استعجال هيكلة وتنظيف القوات المسلحة من الفلول والانقلابيين و ضرورة حسم المتواطئين مع النظام البائد ودعا تجمع المهنيين السودانيين جماهير الشعب السوداني كافه في الأقاليم والمدن المختلفه إلى حماية الانتقال الديمقراطي و التصدي لمحاولات الانقلاب على الثوره وضرورة وحدة الصف الثوري لمواجهة المؤامرة وقطع الطريق أمام العسكر وفلول النظام البائد .

مسرحية الانقلاب
وفي السياق أكدت قوى الاجماع ان مسرحية الإنقلاب الفاشل المندحر لم تفت على فطنة الشعب ووعيه ودلل على ذلك بأنها سبقتها أحداث مخطط لها بدقة بتوقيت وتنسيق، بدءا من حالة الإنفلات الأمني في العاصمة، ومايحدث في شرق السودان، من قبل الناظر ترك المدعوم بتحالفات كيزانية وواجهات إقليمية وجهوية، مع محاولات شد الأطراف السابقة في ولايات جنوب وغرب كردفان والبحر الأحمر ودارفور. وقالت قوى الاجماع في بيان لها أمس، لقد تابعتم تفاصيل المحاولة الإنقلابية الفاشلة التي خطط لها عناصر ونفذها فلول النظام المنحدر داخل القوات المسلحة وأرجعت اقدامها على ذلك لعدم تصفية عناصرهم داخل القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى واعتبر أنها واحدة من عثرات ومهددات الإنتقال الديمقراطي التي يتحمل مسؤوليتها قيادة القوات المسلحة والقوات النظامية. وحذرت أن التراخي الأمني وعدم فرض هيبة الدولة والقانون الذي تمارسه الحكومة الإنتقالية من خلال عدم تنفيذ متطلبات العدالة الإنتقالية بمحاكمة رموز النظام السابق والضعف البائن في عدم تصفية عناصر الفلول داخل الخدمة المدنية ومؤسسات الدولة،سيظل هو المدخل الذي تتسلل منه مثل هذه المغامرات الفاشلة التي تستهدف تعطيل مسيرة شعبنا نحو الإنتقال المدني الديمقراطي، وفرملة الفترة الإنتقالية.

مغامرة فاشلة :
ونوهت الى تزامن التخطيط للمغامرة الفاشلة مع الضربات الموجعة التي حققتها لجنة إزالة التمكين رمح الثورة وروحها وفصيلها المصادم ورهنت تحقيق حلم الشعب في نظام ديمقراطي حقيقي بتصفية ركائز النظام السابق السياسية والإقتصادية والقانونية والعسكرية والأمنية وتنظيف مؤسسات الدولة من سرطان الإسلام السياسي وحزبه المحلول وراهنت على أن وعي شعب السودان وذاكرته الحية باعتبارها قطعت والى غير رجعة، سكة المغامرات العسكرية وطرق التغيير الفوقي وإختارت بعد ثورة شعبية سلمية طريق الحرية والديمقراطية الذي عبدته بدماء الشهداء الذكية التي سالت في مواجهة كل ترسانة النظام السابق وآلته القمعية. وتابعت هذه الذاكرة وهذا الوعي لن يتصالح مع مغامرة عسكرية ولن يسمح مطلقا لفلول النظام البائد بالعودة إلى سدة الحكم مرة أخرى مهما بلغت التحديات مداها، وسيهزم كل مخطط قادم يريد جر البلاد إلى الخلف وتفتيت وحدتها ونسيجها الإجتماعي . واشترطت قوى الاجماع هزيمة أي مخطط مستقبلي لوأد الفترة الإنتقالية بتنفيذ أهداف الثورة من خلال، محاكمات فورية لرموز النظام القابعين في السجون -بجانب إعادة هيكلة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وطرد فلول النظام السابق داخلها. والبدء في تنفيذ متطلبات السلام بالإسراع في بند الترتيبات الأمنية -وإعادة هيكلة المنظومة العدلية وتاهيلها لأداء دورها في تنفيذ العدالة الانتقالية. -بالاضافة الى اعادة هيبة الدولة والقانون والتعامل بحسم مع التفلتات الأمنية.-والعمل على تمتين جبهة قوي الثورة وتوحيدها وإصطفافها لحماية الثورة والإنتقال الديمقراطي. -وتنفيذ المحاكمات العادلة بشأن قادة المحاولة الإنقلابية وكافة المحاولات السابقة بأسرع وقت.ودعا تحالف قوى الإجماع الوطني لليقظة دفاعا عن الثورة التي بذلت فيها المهج والأرواح وأن لاتتيح الفرصة لأعداء الشعب من الفلول ومن شايعهم بإستغلال القضايا الحقيقية والمشروعة والعادلة لأبناء الشعب في الإنقضاض على الثورة ووقف مسيرة الإنتقال الديمقراطي والدولة المدنية دولة القانون والمساواة والحقوق المتساوية، وطالبت باستخدام الضغط الجماهيري على الحكومة لتفكيك حلقات المؤامرة على الثورة داخل المؤسسات النظامية والخدمة المدنية.

نظرة من شُرفة القوى السياسية..
* الشيوعي: رموز النظام السابق أطلقوا تهديدات مؤثرة على المرحلة الانتقالية لكن الحكومة لم تحرك ساكناً
* البرير: يجب اجراء حوار شفاف مع المكون العسكري بعد تكرار وتعدد المحاولات الانقلابية
* البلول: هنالك ارتباط بين ما يحدث في شرق السودان والقادة الذين حاولوا القيام بالمحاولة الانقلابية

تتوالى محاولات النظام السابق في الانقضاض على الفترة الانتقالية من خلال العبث على ظهرها، وكثرت في الآونة الأخيرة تعدد المحاولات الانقلابية حيث تم الكشف عن محاولة انقلابية فاشلة بالأمس، وتسارعت حرب البيانات من قبل القوى الثورية لتندد بالخطوة، في وقت أعلنت فيه القوات المسلحة عن القاء القبض على المتورطين بالمحاولة، وبالمقابل اتفقت القوى السياسية وشددت على ضرورة الوحدة من أجل حماية الانتقال الديمقراطي.

أحداث الشرق
لكن عقب الثورة شهدت الفترة الانتقالية العديد من التحديات منها التآمر على الثورة من منسوبي النظام السابق والقيام بالمحاولات الانقلابية ولن نستبعد أن يكون مايحدث بالشرق له علاقة بالمحاولة الانقلابية الفاشلة، وهذا ما ذهب اليه القيادي بالجبهة الثورية حذيفة البلول في معرض حديثه لـ(الجريدة) وأرجع تلك المحاولات بسبب أحداث حالة من الميوعة الأمنية بالبلاد ومن أجل تهيئة الوضع العام للانقلابات، وقطع بأن هنالك محاولات لخلق أزمات من جهات لم يسمها وأيضاً من قبل بقايا النظام البائد، وقال لا زالت تلك المجموعات تحاول أن تعبث على ضفاف الفترة الانتقالية سواء كان المليشيات داخل القوات المسلحة التي قتلت الثوار، وجزم البلول بأن أي محاولة انقلابية ستقود البلاد للخلف عقب القيام بمعالجة التشوهات الاقتصادية الكبيرة ومحاربة الفساد عن طريق لجنة ازالة التمكين التي أدخلت الرعب بنفوس الفاسدين وتسببت في اسكات صوت بقايا النظام السابق، فضلاً عن ازالة اسم السودان من قائمة الارهاب وعودة المصارف المحلية للتعامل الدولي بعد غياب أستمر لمدة ثلاثين عاماً، بجانب توقيع السلام الذي جرى بجوبا أواخر العام الماضي وغيرها من الملفات التي أحرزت فيها الحكومة الانتقالية انجازاً كبيراً، ورأى البلول أن هنالك ارتباط بين ما يحدث من احتجاجات بشرق السودان والقادة الذين حاولوا القيام بالمحاولة الانقلابية، ولم يستبعد البلول أن يكون الوضع قد تم التخطيط له بصورة مرتبة على الرغم من فشلها، ودعا لتوحيد كل مكونات القوى الثورية من أجل الوقوف سنداً منيعاً جراء تلك المحاولات بهدف الحفاظ على التحول الديمقراطي وحراك ثورة ديسمبر، وأعتبر أن ذلك أمراً مهماً وشدد على ضرورة تجاوز الخلافات وماوصفها بالصغائر بين كافة المكونات والقوى الثورية والعمل بانسجام من أجل التوحد لحماية الانتقال من أي محاولات انقلابية، وأوضح البلول أن هنالك مجموعات داخل القوات المسلحة تعمل على الانقضاض على الثورة وتعطيل الترتيبات الأمنية المتعلقة بدمج القوات، ودعا لحماية الثورة من أجل الوصول للانتخابات التي سيقرر بعدها الشعب من الذي سيحكم البلاد.

حوار شفاف
وبالمقابل لم يذهب بعيداً القيادي بحزب الأمة القومي الواثق البرير عن ما ذهب اليه البلول، قال إن حزبه ظل يندد بالمحاولات الانقلابية وأدان المحاولة التي جرت بالأمس وقطع بأنها تأتي بهدف الانقضاض على الفترة الانتقالية، وقال البرير في حديثه لـ(الجريدة) لن نسمح بتلك الخطوة خصوصاً وأننا ظللنا نعمل طوال ثلاثين عاماً بالتعاون مع القوى السياسية الأخرى، وشدد على ضرورة القيام بحوار شفاف مع المكون العسكري بعد تكرار وتعدد المحاولات الانقلابية بهدف الحفاظ على الشراكة والتحول الديمقراطي خلال الفترة الانتقالية، وطالب بمخاطبة القضايا التي تهم المواطنين من أجل توفير الاحتياجات الاساسية، ودعا لتوحيد كافة قوى الثورة منعاً للتربص بالتحول المدني.

تقاعس الحكومة
بيد أن الحزب الشيوعي سار على ذات الدرب الذي يرفض الانقلابات العسكرية وحمل الحكومة الانتقالية بشقيها المدني والعسكري مسؤولية المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت وأدان الخطوة، وهذا ما ورد على لسان القيادية بالحزب آمال الزين في معرض حديثها لـ(الجريدة) وأعلنت عن رفضهم للمحاولات الانقلابية من أية جهة، وأعتبرت أن ما حدث نتيجة لتقاعس الحكومة الانتقالية عن محاسبة قيادات الحزب البائد خصوصاً في ظل ازدياد نشاطهم من مواكب على شاكلة الزحف الاخضر وغيره وعدم الاسراع بتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية، وأشارت إلى أن رموز النظام السابق كانوا قد أطلقوا تهديدات مؤثرة على المرحلة الانتقالية لكن الحكومة لم تحرك ساكناً تجاه ما حدث، ونوهت إلى كل هذه الظروف أصبحت مواتية من أجل القيام بمحاولة انقلابية، ودعت الجماهير وكل الثوار من أجل الحفاظ على الانتقال الديمقراطي لأنه غير مرتبط بتواجد الحكومة الانتقالية الحالية، وقطعت أن المحاولة الانقلابية عبرت عن ضعف بقايا النظام السابق، وكشفت عزلتهم عن الجماهير من خلال ما حدث بالشرق من اغلاق للطريق القومي، وأوضحت أن جميع المكونات القبلية قد أصدرت بيانات منددة بالخطوة مما يعني بأن ما جرى لا علاقة للثورة به وأن فلول النظام البائد المتواجدين بمجلس السيادة هم من خططوا له، ولفتت إلى أن الجماهير لن تسمح بالقيام بمحاولات انقلابية عسكرية، وأكدت أن رفض الجماهير ليس ناجماً مما حدث بالقيادة العامة لمجزرة فض الاعتصام، مشيرة إلى أن جميع التجارب والانقلابات العسكرية قد أكدت أن هنالك اذلال تام للشعب من خلال الانقضاض على موارده.

نداءات الشعب
غير أن القيادي بحزب المؤتمر الشعبي عبد الوهاب أحمد سعد كان له رأي آخر وأعلن عن رفضهم للمحاولات الانقلابية مهما كان توجه ذلك الانقلاب لجهة أن هذا ليس نهج حزبه، وجدد سعد في حديثه لـ(الجريدة) رفضهم للمحاولات الانقلابية جملة وتفصيلاً بصرف النظر عن ما اذا كان ذلك صديقاً أو عدواً لهم ، وأكد أن المعلومات التي قدمت من قبل الجهات الرسمية سواء كانت هيئة الاركان او مجلس السيادة لم تكن بالقدر الكافي ووصفها بالشحيحة، مؤكداً أن ما يدور حالياً لا يخرج عن كونه تكهنات وأن المعلومات المتوفرة من المعلومات تؤكد أن الطريقة بدائية ولا ترقى المحاولة أن تكون انقلابية مما يبدو واضحاً أن سعد قد شكك بالمحاولة الانقلابية ،وقال كأنها تخبط عشوائي وطرح سعد تساؤلات عديدة بالقول من المستفيد اذا كانت هنالك محاولة ومن المستفيد أيضاً اذا لم تكن كذلك؟ وأضاف: من الملاحظ أن قيادات الحرية والتغيير قد سارعت للتهافت على الإعلان، وسخر من المطالبات التي تنادي بالخروج من أجل حماية الثورة قائلاً: اذا كان هناك انقلاب لسارع الشارع بالقيام بتلك الخطوة وأنه لم يستجب لنداءات عضو المجلس السيادي محمد الفكي سليمان مما يعني بأن الحكومة الحالية لا تمثل الشارع ولا الثورة، ونوه إلى أن هناك من يرى أن المحاولة الانقلابية قد جاءت تحت ظلال أغلاق شرق السودان، وحمل سعد الحكومة الانتقالية مسؤولية القيام بمحاولة انقلابية بسبب فشلها في تقديم الخدمات والأمن للمواطن، وتساءل بعد كل ذلك ما يتوقع الشعب منها؟ وطالب الحكومة الانتقالية بالاستقالة اليوم قبل الغد تفادياً للانقلابات العسكرية وتحاشياً لسيناريوهات الانقلابات ورحمة بالمواطنين، وتابع : الوضع بات مغرياً للقيام بالانقلابات.

(2) جزموا بالعودة للشوارع ..
لجان المقاومة تغلق طريق الانقلابات

خرجت تظاهرات بمدينة القضارف وبورتسودان ، ربك ومدني ، عطبرة تنديداً لمحاولة الانقلاب الفاشلة على السلطة الانتقالية بهتافات ” لا للانقلاب، مليونية المدنية، ولوحت تنسيقيات لجان المقاومة بالخروج لابراز تكاتف سواعدها فالمعركة المؤجلة علي الأبواب، وقالت في بيان لها أمس عام خلف عام و مطالب الثورة لم تُحرك قيد انملة مطالب مؤ جلة الي حين، إلا أنها عادت واستدركت قائلة : لكننا اليوم اخترنا أن نقاوم هذا المخطط الانقلابي وسندعم الإنتقال الديمقراطي مهما كلف الثمن و نحن علي الميعاد ملايين من الشهداء الأحياء علي أتم الإستعداد لتعطيل جنازير الدبابات باجسادهم و حينها لن نعود إلا و السلطة في يد الجماهير. من جهتها، جددت لجنة مقاومة الصافية تعهدها بإنّ في حال أيّ محاولة عسكرية للانقلاب على السلطة لن تجد منهم سوى الرفض، وسيملأ الثوار الشوارع دفاعاً عن حلمهم وحلم شهدائهم في سودان الحرية والسلام والعدالة، وخاطبت لجان المقاومة في كل السودان وقالت في بيانها “الشارع بس والترس صاحي”.

كذلك انتشر على منصات التواصل الاجتماعي بيان منسوب للجان مقاومة أسود البراري وجهوا فيه رسالة تحذيرية الى جميع مكونات السلطة الانتقالية، وإلى فلول النظام البائد في الجيش والشرطة والمناصب الحكومية وعن من وصفتهم بالعاطلين عن العمل والذين يكيدون للثورة، قائلة : نرى الحلقة تضيق يوما بعد يوم من تغلغل القتل البطيء للثورة وروح الثورة في نفوس الثوار، بجانب أننا نراقب عن كثب عرقلة الخدمات وتضيق الخناق على الشعب في كل المؤسسات الخدمية، كما نراقب عن كثب إطلاق يد الإجرام والسيولة الأمنية ليضيق صدر المواطن ضد حكومة الثورة المسلوبة الإرادة. واضافت إننا نراقب عن كثب عرقلة كل جهود رئيس مجلس الوزراء في منظومة تنتهي في التعامل مع المواطن بصورة سالبة فيمتد السخط فيها إلى مكون رئيس الوزراء ويلعن فيها المواطن الحكومة المدنية في جهل تام بابسط حقوقه، بالاضافة الى كسر شوكة العدالة وتحقيق عدالة عرجاء والتلاعب بعقل المواطن حتى ضاق ذرعا بثورته التي سرقها العساكر والفلول والذين هم يتسترون خلف سادة كبار نعرفهم والكل يعلمهم، وجزم أسود البراري بأن الثوار لايباعون ولا يشترون ، وقطعت بأن الثورة فكرة والفكرة لا تموت. وذكرت لن يحكمنا من يدعي الإسلام وهو منافق مثل الكيزان ومن ولاهم ومن شايعهم واتبعهم ووقف بجانبهم، ولن يحكمونا مرة أخرى مهما فعلوا من مكائد . ونحن عائدون إلى الشارع ونحن اكثر قوة وأكثر ثورة وأكثر وطنية لنقف بجانب ثورتنا ونحميها . من جهة أخرى اتهمت لجان المقاومة والتغيير حلفاية الملوك المكون العسكري بعرقلة مسيرة الثورة، وقالت نتابع ما يجري حول المحاولة الانقلابية ، مجددين تمسكهم بالعودة للشوارع لحماية الثورة والدفاع عنها متى ما تطلب الأمر ذلك. من جهته أكد منسق لجان مقاومة محلية أبوحمد عبد العظيم الشاذلي على وحدة قوى الثورة ضد كل ما يعيق طريق الثورة.

وقال لـ(الجريدة) مهما اختلفت قوى الثورة وتشاكست فيما بينها وحتى وإن تم اقصاء جزء على حساب الاخر فلن تضع يدها في يد من هم ضد التحول الديموقراطي، ونحن ندرك أن الفلول كل وقوى الظلام الان تحاول الاصطياد في الماء العكر ، وسنتوحد في وجه أي محاولة للمساس بمكتسبات الثورة، وأرجع الخلافات بين قوى الثورة لتقصير مكونات الحكومة في الاداء العام، ودلل على ذلك بالضائقة المعيشية والخلل في الناحية الاقتصادية، ونوه إلى أن وجود الفلول بين العاملين بالدولة خير دليل على تقصير لجنة ازالة التمكين ورجح وقوفهم خلف المحاولة الانقلابية للانقضاض على الثورة بذريعة الوضع الاقتصادي، واعتبر أن ذلك يمثل قمة السذاجة السياسية، وأردف ظنوا انهم قد هيئوا الشارع العام للرضا بانقلابهم ونسوا أن هذا الشعب هو الشعب المعلم الذي لن يبدل ثورته بقطعة خبز جافة، وأكد أن هذه المحاولة قدمت خدمة للقوى السياسية حيث وحدتها بطريقة لم تكن لتصل إليها مهما جلسنا وتناقشنا، فضلا عن أن المحاولة أجابت على الاسئلة والاستفهامات حول حالات السيولة الأمنية التي اجتاحت البلاد وما تخللها من نهب وسرقة وقتل وترويع للمواطن بطريقة تكاد تجزم بعدم وجود قانون يحاكم هذه الافعال . ورأى أن الشق المدني في حكومة الفترة الانتقالية مصاب ببعض من التراخي فيما يخص بالمحاكمات والنواحي القانونية وانتقد تأخير الحكومة في السعي لتكوين المجلس التشريعي الذي يحاسب مكونات الحكومة التنفيذية بجميع اجسامها واقسامها فالوزير الذي يقصر في اداء واجبه يخضع للمحاسبة مثله مثل اي موظف دولة بعيدا عن الحصانة، ولفت الى أن تكوين المحكمة الدستورية وقيام المؤتمر الدستوري يأتي عبر المجلس التشريعي بعد تعيين مجلس القضاء العالي والنيابة العالية وبتشكيل يلائم الفترة الانتقالية التي تحافظ على التوازن بين حرية التعبير وبين ما يمس الامن القومي وأعلن تأييد لجان المقاومة البيان الذي تلاه د. حمدوك في بيانه واعتبر انها تمثل نقطة تنبيه لكن مكونات الثورة حتى تلتف حول حكومتها لكي ترجع بها للطريق السليم الذي يحقق مطلوبات الثورة وطالب لجنة ازالة التمكين ان تضرب بيد من حديد على جميع أوكار النظام البائد التي بدأ صوتها يعلو في الفترة الاخيرة سواء كان في مؤسسات الخدمة المدنية أو الادارات الفرعية أو داخل القوات النظامية.

 

الخرطوم: سعاد الخضر _ فدوى خزرجي _ عثمان الطاهر
صحيفة الجريدة

تعليق واحد

  1. ثرثرة واحد هبيل ..تفتكر في زول فاضي اقرأ الكلام الخارم بارم ده ..الناس في شنو والكذابين في شنو …حتي البرهان المفروض عسكري منضبط وصادق …اتعلم من الجماعة الكذب والنفاق والضحك علي الشعب المغلوب علي أمره…العبوا غيرا …انقلاب شنو الزي طهور الشافع…بلي اخمكم