الآن دعنا نتفق!!
مَنْ كان يرى المجدَ في (المتاريس) أصبح الآن يراها سفاهةً وفوضى وتفلتات!!
الآن دعنا نتفق… أن (المتاريس) هذه لا يصح فيها ولا يجوز أن تكون وسيلة للضغط السياسي وأنها فقط وسيلة لحماية العُزّل من بطش آلات القمع حينَ الاحتجاجات السلمية المشروعة!!
مَنْ يرى في تحركات الناظر (تِرك) في الشرق عبثاً بفكرة الدولة هو نفسه الذي يرى في (الحلو) الذي هدم فكرة الدولة وأقام لنفسه دولةً داخل دولة رفيقَ نضال وقائدَ كفاح!!
الآن دعنا نتفق … أن مظالم الهامش في الشرق أو في جبال النوبة أو في سواهما الأصل فيها المُباعدة بينها وبين أجندة السياسة واتجاهاتها وتحيُّزاتها.
مَنْ كان يرى عبارة (بسط هيبة الدولة) على أيام سلطة البشير عبارة مرادفة لعبارة (إرهاب الدولة) أصبح الآن ناطقاً بها غير متحرج من توجيه أدوات السلطة جميعاً لضرب خصومه!!
الآن دعنا نتفق … أن الدولة التي يُراد لها أن تبسط هيبتها على الناس هي في الأصل مؤسسات … مؤسسات تأتي برضا الناس واختيارهم … فإنْ غابت تلك المؤسسات أو غُيِّبت غابت معها الدولة وهيبتها!!
مَنْ كان يملأ الفضاء على أيام سلطة البشير بالحديث عن الفساد ورموزه وملفاته أصبح الآن يطالب المتحدثين عن فساد في عهده بتقديم أدلتهم ومستنداتهم!!
الآن دعنا نتفق … ليست من مسؤوليات الرأي العام تقديم الأدلة والمستندات … الرأي العام يكفيه التنبيه إلى مواطن التُّهم ومَظان الشُّبهات … التحري والتحقيق وجمع الأدلة والمستندات مسؤولية جهات أخرى في الدولة متى ما كانت الدولة فعلا دولة مؤسسات وقانون تعرف الفصل بين السلطات وتعرف المساواة أمام القانون.
الآن دعنا نتفق لأن الجميع الآن قد جرَّب خطاب السلطة وخطاب المعارضة …والجميع الآن قد تنكَّر لشعاراته في السلطة أو في المعارضة.
و(ساقيتنا) هذه (اللسه مدورة) منذ الاستقلال لن تُنبت زرعاً ولن تحفظ ماءً!!
عمر الحبر